أسفل شاشة قناة روتانا .... عديد الرسائل التي يكتبها الناس.... وأغلبها عاطفية ... ومعظمها تافه... لكن خلال العدوان على لبنان كثرت الرسائل التي من نوع " الله يحمي هيفاء"... أو " يا ربي احمي نانسي عجرم" ....أو "أرجو أن يكون وائل كفوري بخير"!!... ومعظم الرسائل التي قرأتها أسفل الشاشة ترجو من الله أن يحمي هيفاء وهبي خاصة من أذى الصواريخ .... المتهاطلة على "هيفا" و على " حيفا " ... لبنان يتحطّم و ينهار وهؤلاء خائفون على هيفاء أو نانسي أو وائل بالذات ...!! حتى أنني تصورت أن ما سيهيّج الألم العربي .... أكثر... وما يمكن أن يوقظه من لامبالاته ... ومن صمته ووجومه..... هو وقوع هيفاء وهبي أو نانسي عجرم أو وائل كفوري أو غيرهم ... من " نجوم القايلة "... في قبضة الاسرائليين لا قدّر الله ... وقتها قد يهتزّ الشارع العربي ويهيج.... كما لم يهتز حين اعتقلت إسرائيل أكثر من 10 آلاف أسير عربي.... من المقاومين في سجونها!! وحدها هيفاء بأسلحة الدمار الشامل... المتوفرة في جمالها .... يمكن أن تهز الشارع العربي كله... لو وقعت أسيرة... وهو ما لم يمكن أن تتورط فيه إسرائيل حتى لا تلعب بالنار ...!! فأسر زعماء المقاومة أقل تأثيرا على الشارع العربي... من اسر هيفاء أو نانسي أو غيرهما!!. إننا في هذه الأيام نرى وجها لبنانيا آخر ... وجيلا لبنانيا آخر... مختلفا عن ذلك الذي تعودنا على مشاهدته في التلفزة وفي الكليبات... أي ذلك الوجه المتبرج المغري الخليع المائع ... وذلك الجيل من الراقصات والمغنيات الشهيات اللذيذات المتعريات... والمغنين الناعمين اللامعين اللينين... أننا نشاهد وجها آخر أكثر يقظة ومسؤولية وصرامة وجدية ووطنية... وجيلا آخر من المقاومين المناضلين الشرفاء... الذين في وجوههم وسامة الوطن ... وفي سواعدهم شرفه وفي شجاعتهم كرامته!! سبحان الله اختفى جيل وظهر جيل آخر ... غابت هيفاء وهبي عن الشهد المؤثر ... وظهر أم الشهيد... الام اللبنانية المقاومة والشجاعة التي تدفع سعادتها وأولادها ... ثمنا لكرامتها... وتتخلى عن كل الالقاب الرنانة .... مقابل لقب واحد هو " أم الشهيد" ولا تهمها ألقاب زائفة مثل المطربة الكبيرة " أو " ملكة الاغراء" أو " رمز الانوثة" لقب واحد غال ومكلف تفتخر بحمله ... هو لقب " أم الشهيد" !! أما وائل كفوري فلا يبدو وسيما ولا نجما ... أمام هذا المقاومة الذي يضيء ظلام الوطن بجسده ... ويبدو الاكثر وسامة واضاءة في قلوبنا .... بملامح الشجاعة والرجولة التي في وجهه ... وبتراب الوطن الذي يغطي ملامحه وساعديه... فيزيده وسامة وخلودا !! ويتواصل نزول الصواريخ على حيفا" ... وعلى هيفا"....!! سمير الوافي الصواريخ على حيفا و هيفا1/2