محمد خليل قموار حرص سامي الفهري على كشف مأساة السجون التونسية مما جعله يتعرّض لانتقادات لاذعة من نقابة السجون , لقد كانت السنة التي قضاها في السجن كفيلة بنقل العذاب الذي يتعرض له السجين و عائلته وهو ما لم يحرص على نقله من سُجن لسنوات طويلة , تلك هي قوّة الصورة و سحرها و تأثيرها . و إذ نقل لنا الفهري مظاهر تغوّل أصهار الرئيس السابق من خلال شخصية " يوسف بالشيخ " و ابنه باعتبارهم شخصيات فوق القانون فإنّ ما يلفت الإنتباه هو النسق البطيء لتطوّر الأحداث و أحيانا رتابتها بسبب التركيز على شخصيات بعينها بإطالة المشاهد فيها دون توظيف حقيقي في العمل . ما صدم البعض هو كثرة الصفعات التي تعرّضت لها نساء المسلسل من أزواجهن , وهو ما يعطي صورة سلبية عن المرأة التونسية التي يفخر بها جميع التونسيين لما تتمتّع به من حقوق . و إذا علمنا أنّ سامي الفهري شخصية حداثية تنويرية فعليه أن يحرص على إظهار المرأة بمظهر لائق من خلال حسن تعامل زوجها معها ولو أخطأت , فالشلابق لا تعالج المشاكل و كم من شلبوق دمّر عائلات . هل ندافع عن حقوق المرأة ثمّ نمارس العنف ضدّها . لقد كان بالإمكان توظيف الأحداث بصورة أفضل و طرح الحلول للمشاكل الزوجية بطريقة حضارية . تعرّضت " ملاك "{ وهي مذنبة } في المسلسل إلى صفعة قوية من زوجها بسبب غضب " مراد " , كما تعرّضت " شاهيناز " إلى صفعة من " يوسف بالشيخ " . ليبقى السؤال مطروحا على سامي الفهري و كل من يدافع عن حقوق المرأة و يرفض العنف ضدّها , : " أتأمرون بالبرّ و تنسون أنفسكم " ؟كما تقول الآية الكريمة , فهلاّ أدركتم الفرق بين الشعار و الممارسة ؟