قال زعيم حركة أنصار الشريعة في تونس سيف الله بن حسين الملقب ب"أبو عياض "في حوار له مع الصحفي نصر الدين حديد إن تخفيه أوجدته الضرورة "لأنه ليس مطلوبا من تونس فقط بل من أمريكا بالذات"، مشيرا أنّه يتابع التقارير الصحفية التي تقوم بها الهيئات المختصة في الغرب عن أنشطة أنصار الشريعة. وأشار أبو عياض أنّ بعض من وصفهم ب"العملاء" الذين يريدون اجتثاث الاسلام من تونس قد أرادوا لعب دور خبيث من خلال محاولة اعتقاله ممّا قد يتسبّب في اندلاع أحداث عنف أو فوضى، وفق تقديره. ورأى أبو عياض أنّ "وزارة الداخلية لا يسيّرها علي لعريض وليس له السيطرة التامّة عليها'، متسائلا عن الأشخاص المتواجدين على رأس الفرق الأمنية في تونس، وبيّن في نفس السياق أنّ "وحدات التدخل رفضت تأمين السفارة الأمريكية عند حرقها واستهدافها وبقيت في ثكناتها مشترطة استعمال السلاح الحي وعند رفض مطلبها رفضت الخروج"، حسب قوله. واعتبر أبو عياض أنّ "مطالبة نقابات الأمن بطرد لعريض يعدّ دليلا على أنّه لا يملك ناصية التحكم في وزارته"، مشيرا إلى "وجود شق استئصالي بوزارة الداخلية لم يتمكن لعريض من السيطرة عليه". وأبرز زعيم تيار أنصار الشريعة أنّ "تصريحات لعريض بعد حادثة اغتيال زوجة رضا السبتاوي في دوار هيشر تصب في مصلحة المتنفذين بالوزارة محاولة منه لإرضائهم"، واصفا هذه الحادثة بالعملية "الارهابية". وقال أبو عياض إنّ "السجانين بسجن المرناقية اعتدوا خلال هذه الأيّام على معتقلي بئر علي بن خليفة اعتداء مبرحا ولم يحالوا إلى الآن على المحكمة العسكرية"، مستنكرا "تغاضي الإعلام وممثلي المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية". من جهة أخرى قال أبو عياض إنّه "لا يوجد رابط تنظيمي بين أنصار الشريعة في تونس وفي البلدان الأخرى"، مؤكّدا أنّها "مستقلة استقلالا كليا في تحركاتها واتخاذ قراراتها وسلوكياتها وهي جماعة تسعى أن تتنظم ثقافيا وسياسيا ودعويا في كل مجالات الحياة". وبيّن أبو عياض أنّ تيار أنصار الشريعة يفكر في دعوة التيارات الاسلامية بجميع أصنافها إلى النظر في مصلحة البلاد، مشيرا أنّ تياره "يمايز بين الحكومة وبين حركة النهضة حيث يتعامل التيار مع النهضة كتيار إسلامي مستقل أمّا الحكومة فموقف التيار منها شرعي وهو أنّها حكومة لا تمثل الإسلام"، وفق تعبيره. وفي سياق آخر بيّن أبو عياض أنّ عملية القصرين في شهر ديسمبر 2013 التي أدت إلى مقتل الوكيل أنيس الجلاصي كانت "عملية تصفية مدبرة من أجل الزج بالتيار الإسلامي في أجندة خاصة وخبيثة"، مطالبا "التشريح الجنائي بأن يحدد المسافة التي أطلقت منها الرصاصات التي أصابت الوكيل"، ومبيّنا أنّ "مسافة إطلاق الرصاص كانت مسافة قريبة"، وفق تقديره. وبيّن زعيم تيار أنصار الشريعة أنّ "موقف التيار هو ضدّ إفراغ الساحة من شبابها للذهاب إلى سوريا"، معتبرا أنّ "تونس أولى بشبابها وكوادرها من أي بلد آخر"، داعيا شباب تونس إلى "عدم السفر إلى سوريا ما عدا أصحاب الخبرات التي يحتاجها الجهاد في مجالات معينة". ونفى أبو عياض أنّ تيار أنصار الشريعة ينوي الدخول في اللعبة السياسية. وبالنسبة إلى حرق مقامات الأولياء، قال أبو عياض إنّ "من يحرق مقاما أو زاوية فهو يعتبر إنسانا أحمق حتى وإن كان من أنصار الشريعة، لأنّ القضية تكمن في حرق هذه القبور من عقول الناس". وأخيرا أوضح أبو عياض أنّ "التيار السلفي الجهادي أثبت أنه تيار مستعص عن الانزلاق في ما يخطط، وأنّ قوة التيار ليست في التنظيم وكثرة أعداده ونشاطه إنّما تتمثل في الانضباط الذي لا مثيل له"، وفق تعبيره.