تحتفل ليبيا اليوم الأحد 17 فيفري، بالذكرى السنويّة الثانية لانطلاق الثورة التي أطاحت بنظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، وسط إجراءات أمنيّة مشدّدة تحسبّا لأيّ أعمال عنف في هذا البلد المضطرب. وحذّرت السلطات من محاولات أنصار العقيد القذافي لاغتنام المناسبة بهدف "زرع الفوضى". وقد أغلقت حدودها البرية في حين تم تعليق رحلات جوية عدة. وقررت مجموعات ومنظمات عدة من المجتمع المدني بينهم أنصار للفدرالية في شرق البلاد، ارجاء تحركاتها الاحتجاجية المقررة أساسا اعتبارا من 15 شباط/فبراير، وذلك خشية أعمال عنف. وبدأت الاحتفالات منذ الجمعة في طرابلس وبنغازي "شرق"، ثاني كبرى مدن البلاد، حيث نظم الاف الأشخاص مسيرات سيارة وراجلة حاملين الأعلام الليبية وهاتفين شعارات تمجيدا لذكرى "شهداء الثورة". وأكد رئيس الوزراء علي زيدان أنه ليس هناك برنامج رسمي مقررا لهذه الذكرى الثانية من الثورة، موضحا أن "السلطات تفضل أن تترك للشعب الاحتفال بهذه المناسبة على طريقته". لكن مصدرا في المؤتمر الوطني الليبي صرح أن رئيس المجلس محمد المقريف سيتوجه إلى بنغازي حيث سيشارك في الاحتفالات. وقال دبلوماسي في بنغازي لوكالة فرانس برس إنه على الرغم من الإجراءات المشددة التي اتخذتها السلطات بتعبئتها قوات الأمن والثوار السابقين الذين قاتلوا نظام معمر القذافي "لا يمكن التكهن بالوضع". وأضاف هذا الدبلوماسي طالبا عدم كشف هويته "نتخذ كل الاحتياطات ولا يمكن أن نعرف ما يمكن أن يحدث". لكن هذه الأجواء الاحتفالية لم تمنع متظاهرين في بنغازي، مهد الثورة، من انتقاد السلطات الجديدة من خلال المطالبة خصوصا بمزيد من اللامركزية في السلطة وبتفعيل دور الجيش والأجهزة الأمنية. ويدعو الكثير من الليبيين خاصة سكان الشرق مواطني البلاد إلى الخروج في الشوارع للتعبير عن استيائهم من عجز الحكومة في طرابلس عن توفير الأمن بنزع سلاح الميليشيات أو التحرك نحو صياغة دستور جديد.