التأمت اليوم الثلاثاء 2 أفريل ،2013 ندوة صحفية مشتركة بين الجبهة الوطنية لتصحيح المسار النقابي والرابطة الوطنية لحماية الثورة، وذلك للوقوف على تفاصيل أحداث 4 ديسمبر 2012، جدّدت خلالها جبهة تصحيح المسار النقابي مطالبتها ببعث هيئة مستقلة ونزيهة تشرف على الانتخابات داخل الاتحاد العام التونسي للشغل الذي وصف محمد الأسعد عبيد قيادته بالفاسدة والمنخرطة في الثورة المضادة والعازمة على تخريب البلاد لا بنائها، على حدّ تعبيره. من جهة أخرى أكّد الطرفان أنّهما يعدان لعقد أوّل مؤتمر للجبهة الوطنية لتحصين الثورة التي لن تتجاوز فترة الإعلان عن أوّل مؤتمر لها الشهر، بعد أن كان من المقرر الإعلان عنها أثناء الندوة الصحفية المشتركة المنعقدة اليوم. وقال الكاتب العام للجبهة الوطنية لتصحيح المسار النقابي محمد الأسعد عبيد إنّ الجبهة لا يخيفها صندوق الاقتراع في انتخابات الاتحاد العام التونسي للشغل شريطة أن لا يتعرض هذا الصندوق إلى التزوير والغش والخيانة، حسب قوله، مشيرا أنّ جبهته لا تدعو إلى الانقلاب ولا للإطاحة باتحاد الشغل إنّما تطالب بضمان المشاركة في انتخابات ديمقراطية تشرف عليها هيئة مستقلة. وأكّد عبيد أنّه في غضون شهر على أقصى تقدير سيتم الإعلان عن تأسيس الجبهة الوطنية لتحصين الثورة التي ستكون مفتوحة لجميع الأحزاب من اقصى اليمين إلى أقصى اليسار وجميع الجمعيات والمنظمات التي تعمل على تحقيق أهداف الثورة وجميع الشرفاء والمناضلين ما عدا التجمعيين. وأضاف الكاتب العام لجبهة تصحيح المسار النقابي بأنّ هذه الجبهة ستكون سيفا يقطع نهائيا بين الثورة والثورة المضادة. من جانبه قال الكاتب العام للرابطة الوطنية لحماية الثورة محمد الدعداع إنّ الرابطة باتت ورقة ضغط تستعملها المعارضة السياسية في تونس للضغط على الحكومة، مشيرا أنّ الرابطة لن تسمح أبدا بأن تكون حطبا لإشعال التجاذبات السياسية. وتعليقا على مقال نشر في إحدى المواقع الإلكترونية التونسية اتهم فيه محمد الدعداع بحصوله بشكل غير قانوني على مؤسسات وشركات نتيجة علاقة القرابة التي تربطه بعادل الدعداع مستشار رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، أكّد الكاتب العام للرابطة الوطنية لحماية الثورة أنّه سيرفع قضية ضدّ الصحفية التي قامت بنشر هذا المقال، نافيا ما نسب إليه في المقال المذكور. وفي هذا الإطار أشار محمد الدعداع أنّ بعض الصحفيين الذين يلقون الاتهامات جزافا ضدّ قيادات بالرابطة الوطنية لحماية الثورة هم مصابون بما عبّر عنه "بأنفلونزا حماية الثورة" على حدّ قوله. من ناحية أخرى أوضح الناطق الرسمي باسم رابطة حماية الثورة نصر الدين وصفة أنّ اتهام الرابطة بالمشاركة في أعمال العنف في أحداث 4 ديسمبر الهدف منه ابعاد الشبهة عن المتهمين الحقيقيين، مؤكّدا أنّ الرابطة نظمت في نفس يوم وقوع أحداث ساحة محمد علي وقفة احتجاجية أمام المجلس الوطني التأسيسي. واعتبر نصر الدين وصفة أنّ لجنة التحقيق في هذه الأحداث تهدف إلى وضع الرابطة في تجاذب سياسي باعتبارها آخر قلاع الثورة، وفق قوله، ووجّه وصفة رسالتين الأولى لكلّ من يطالب بحلّ الرابطة ومفاد هذه الرسالة أن الرابطة الوطنية لحماية الثورة عصية على أعدائها والذين أصرّوا أن يكونوا أعداء لها. أمّا الرسالة الثانية التي وجهها الناطق الرسمي باسم الرابطة فهي لأحزاب الترويكا مذكرا إياهم أنّ الرابطة ليست طرفا في لعبتهم الانتخابية وليست ورقة ضغط، وأنّ حشر الرابطة في هذا الإطار سيضر الأحزاب الحاكمة أكثر من نفعها، على حدّ تعبيره. وأخيرا قال نصر الدين وصفة أنّ الرابطة الوطنية لحماية الثورة هي رقم صعب ومن ظنّ أنّه قادر على إقصائها أو إقصاء أي صوت ثائر فهو واهم وفق ما صرّح به. وفي سياق تسليط الضوء على أحداث 04ديسمبر 2012، وما عرف بأحداث ساحة محمد علي بالعاصمة قدّم الكاتب العام لجبهة تصحيح المسار النقابي مجموعة من الصور والأشرطة القصيرة المصوّرة التي تدين مكتب الاتحاد العام التونسي للشغل، مؤكّدا أنّ من بادر باستعمال العنف عن طريق استخدام العصي والغاز المشلّ للأعصاب والكلام البذيء هم أشخاص من داخل الاتحاد ممّا اضطر بعض المشاركين في التظاهرة من استخدام عصي اللافتات التي استخدمت للاحتجاج سلميا. وأضاف الأسعد عبيد أنّه دعا لهذه التظاهرة في ذكرى اغتيال الشهيد فرحات حشاد للمطالبة بطريقة سلمية بشعار "الشعب يريد تطهير الاتحاد"، مقرّا بأنّ الاتحاد هو منظمة عريقة لكنها مؤسسة نخرها الفساد وتستوجب الإصلاح ومواكبة التحديات التي تشهدها البلاد والعالم، وفق قوله.