انتزع الجيش السوري يوم الأربعاء 8 ماي، السيطرة على بلدة جنوبية استراتيجية من مقاتلي المعارضة بعد قصف شرس استمر شهرين في تقدم يرجّح أن يؤدي إلى استعادة قوّات الرئيس السوري بشّار الأسد السيطرة على طريق نقل دولي. وجاء سقوط بلدة خربة غزالة التي تقع في سهل حوران على الطريق السريع المؤدّي إلى الأردن بعدما فشل مجلس عسكري سوري معارض يدعمه الأردن في مد المدافعين عن البلدة بالأسلحة. وقال قادة المقاتلين والنشطاء في المنطقة إن ذلك أثار استياء مقاتلي المعارضة بسبب ما اعتبروه نقصا في دعم الأردن لجهودهم الرامية إلى هزيمة قوات الأسد بالمنطقة. ويمتد سهل حوران إلى مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل وهو مهد الانتفاضة ضد حكم عائلة الأسد الممتد منذ أربعة عقود والتي اندلعت في مدينة درعا في مارس آذار عام 2011. وأفادت مصادر أن مقاتلي المعارضة التابعين لمظلة الجيش السوري الحرّ كانوا قد قطعوا الطريق السريع إلى الأردن قبل شهرين لكن الحفاظ على الطريق بعيدا عن أيدي قوات الأسد يتوقف على السيطرة على خربة غزالة التي تقع في مفترق طرق يؤدي غربا إلى مدينة درعا المتنازع عليها. وقبل الانتفاضة السورية كانت التجارة بين دول الخليج وتركيا وأوروبا في بضائع بمليارات الدولارات تنقل على الطريق السريع الذي يمر من خربة غزالة قبل أن تصل إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن. وقال نشطاء ومقاتلون في المعارضة إن نحو ألف مقاتل انسحبوا من خربة غزالة يوم الأربعاء بعدما فقدوا الأمل في وصول تعزيزات من الأردن الذي يخشى إثارة رد عسكري من الأسد. وقال أبو يعقوب قائد كتيبة شهداء خربة غزالة لرويترز عبر الهاتف من حوران إن قوات الأسد بدأت تتقدم من الشمال والغرب وإنه لا زال بإمكانه العودة إلى خربة غزالة لكن ليس بوسعه فعل شيء. مضيفا أن بإمكانه إعادة ألف مقاتل لكن دون جدوى لأنه لا يملك ذخيرة.