أكّد حزب التحرير، اليوم الخميس 9 ماي 2013 في بيان له، أن "تونس الآن هي محلّ لتصفية صراع إقليمي كاسح بين فرنسا المتراجعة المتقهقرة من جهة وأمريكا وبريطانيا من جهة أخرى"، معتبرا أن "السلطة في تونس عاجزة وغير قادرة حتى على الافصاح عن كواليس أحداث الشعانبي الغامضة". واعتبر حزب التحرير أنّ "المخابرات الجزائرية تتحكم الجماعات الموجودة في الشعانبي إلى حدّ بعيد ثم تصطنع وضع الضحيّة بإعلان حالة الطوارئ على الحدود مع تونس احتياطا". وأضاف البيان أن "السلطة في تونس على يقين بأن أحداث جبل الشعانبي، هي من تدبير جهة مخابراتية ماكرة غربية مكشوفة وبتنسيق مع جهة مخابراتية عربية جارة أيّدت القذافي الطاغية على شعبه إلى آخر لحظة...وأسالت دماء شعبها أنهارا، وسخرت من ثورة تونس وتمكر لها وتسعى إلى إرباكها". وقدّر البيان إن "هناك علاقة بين أحداث الشعانبي وما قاله المحامي فوزي بن مراد بأن الذين قاموا بعملية الاغتيال جاؤوا من الجزائر وقد تم تأمين إخراجهم إلى نفس الوجه ة بعد ذلك ولكن الجهة العميلة الحريصة على إخفاء الحقيقة تواطؤًا أو جبنا زجروه، بل وهدّدوه وقد أكّد في ندوة صحافية أنه يتعرض لضغوطات كثيرة". ورأى حزب التحرير أن "هناك علاقة بين أحداث الشعانبي وتزامنها مع قرب إيداع مسودة الدستور الإيداع الأخير قبل إقراره، ويلاحظ الجميع إثارة النقاش مجدّدا حول مواد الدستور حتى المادّة الأولى منه (دينها الإسلام) واعتبار هذا الدستور من قبل كثير من العلمانيين خطّا أحمر ولا يمكن قبوله ولا ما يترتب عليه من حياة سياسية". وأوضح البيان أن تصريحات القيادي في الجبهة الشعبية الناصر العويني التي قال فيها إنّ "تيّاره سيخوض مواجهة اجتثاث مع حركة النهضة واعتباره الإسلاميين عموما خطرا قادما سيهدّد في قادم الأيام الجزائر لبلا علة من يقف وراء أحداث الشعانبي". وأكد البيان أن "هناك ارتباك وقع في تصريحات الجيش والأمن و تناقض حول أحداث الشعانبي ثم إدانتهم وإنكارهم للصور التي بثّت في الإعلام لتكون منطلقا لحملة على جهة سميت إرهابية، كلّ هذا يدلّ أنّ هناك جهة في هذين القطاعين متفطنة وترفض التآمر ولكن عليها ضغط". وقال البيان إن "الأغلب أنّ الموجودون في الشعانبي هم عملاءالمخابرات وأن الإرهاب والسلاح والدسّ المخابراتي هو في صف أعداء الأمة والبلد ونحن ننتظر الرجل الرشيد الكاشف الفاضح الذي يقلب طاولة القمار على أصحابها...لأن نزيف 200 ألف جزائري ذبحوا لم يوقفه إلاّ رجال انشقّوا وكشفوا المؤامرات بالأدلّة والبراهين وسيذكرهم التاريخ شرفاء"، وفق تعبير البيان ذاته.