قال اليوم الثلاثاء رضا بلحاج الناطق الرسمي باسم حزب التحرير إنّ ما يجري من أحداث في جبل الشعانبي يشوبه غموض كبير ومقصود. وأوضح بلحاج لل "الصباح نيوز" أنّ السياسة في تونس تمارس بوسائل مخابرتية، مضيفا : "لا يليق أن يقدّموا لنا أخبار حساسة سال فيه الدم بتلك الطريقة وبذاك الاستهتار.. مثل ما فعلوا في ملف القناصة والمواضيع الحساسة الأخرى التي لم تفك شفرتها بعد". وعن وجود جهة مخابرتية، قال بلحاج إنّ الأموال الضخمة والسلاح لا يمكن أن يتحرّك إلاّ بعلم المخابرات وأنّ ما جدّ في الشعانبي مرتبط بالحياة السياسية في تونس التي أصبحت بدورها ملغمة، وأضاف : "هذا يدلّ على أنّ المسألة تكاملية ويريدوننا أن نكون سطحيين لتمرير مشاريعهم". أمّا عن وجود عناصر متشدّدة في جبال الشعانبي واتهامهم بالانتماء للتيار السلفي، أكّد بلحاج أنّه حتى وإن كان هناك أشخاص متحصنين بالجبل فلا يمكن أن يكونوا إلاّ عملاء لغيرهم، مبينا أنّ الصحوة الإسلامية تؤكّد أنّها ليست طرفا في ذلك وما يهمّها وحزب التحرير كشف المؤامرة. وقال رضا بلحاج إنّه ليس هناك رؤية واضحة وروايات حقيقية للأحداث التي جدت في القصرين، وأضاف : "هناك متاجرة بالحدث وعيب أن تصبح الدماء للمتاجرة.. فتحريك أحداث الشعانبي اليوم كانت فجأة كما أنهم قاموا بتمشيط المكان فجأة...أمّا سياسيا فكنا نتوقع وقوع حدث مثل هذا باعتبار الوضع في تونس والجزائر..ولذلك نشعر بأنّ منطلق الحدث غير مقنع وحتى الصور التي وقع بثها في أحد التلفزات الخاصة قالوا إنّها كاذبة". ومن جهة أخرى، قال بلحاج إنّ عنوان الإرهاب به كثير من الزيف وقد قبلت به السلطة للتسويق لنفسها، مؤكّدا أنّها لن تمرّ في هذا العنوان وأنّ الطرفين سيخسران. وأضاف : "خسارة أن تنزف دماء جيشنا وأمننا وأبنائنا". كما أشار بلحاج إلى تصريح سمير ديلو وزير حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية حول أنّ أولويات الحكومة تغيرت ولم تعد التنمية والتشغيل من الأولويات وإنّما أصبحت مقاومة الإرهاب من الأولويات، قائلا : "فاجأني تصريح ديلو عيب أن يقول ديلو مثل هذا الكلام.. فهذا عنوان لإخافة الناس وتلهيتها عن الدستور واستحقاقات الثورة..فهذا إرهاب بالإرهاب".