انطلقت اليوم الخميس 27 جوان الجاري فعاليات المنتدى الدولي الثاني حول المالية الاسلامية تحت شعار "رؤية اسلامية لمقاومة الفقر والبطالة: الزكاة والأوقاف والتمويل الأصغر" الذي تنظمه كلية العلوم الاقتصادية والتصرف بالتعاون مع البنك الاسلامي للتنمية والمعهد الاسلامي للبحوث والتدريب. وأشار برهان الطريقي عميد كلية العلوم الاقتصادية والتصرّف بصفاقس إلى أن هذا الملتقى يهدف إلى ابراز خصوصية منظومة الاقتصاد الاسلامي التي أبدت نجاعة في معالجة القضايا الراهنة وأهمها قضايا الفقر والبطالة. وأوضح الطريقي أنّ هناك اعتبارات عدّة من بينها تعطل مؤسسات الوقف والزكاة عن القيام بمهامهما تستوجب إعادة التفكير العلمي في إطار أكاديمي في منظومة الاقتصاد الاسلامي بما يساهم في إثراء الاقتصاد بقطاع ثالث إلى جانب القطاعين العام والخاص وهو القطاع التكافلي الاجتماعي. وأكد عميد كلية العلوم الاقتصادية والتصرّف بصفاقس الحاجة الملحة لهذا الاختصاص على المستوى المحلي والاقليمي، مشيرا إلى عقد الشراكة الذي سيجمع جامعة صفاقس بإحدى الجامعات الليبية. واستعرض برهان الطريقي برنامج الملتقى الذي سيخصّص اليوم الثالث منه للباعثين الشبان مشيرا إلى أنّ هذا اليوم سيتخلله أيضا عرض لنتائج بحوث مجموعة من الأساتذة موضحا أنّه وصلت إلى الملتقى 150 ورقة بحث قُبل منها 80 ورقة تمثل 15 دولة شقيقة وصديقة. من جهته، أكد الاستشاري في مجال التمويل الأصغر أنس الحسناوي في محاضرته حول "كيف يمكن لمؤسسات الوقف والزكاة أن تساهم في التنمية ومحاربة الفقر وتشغيل الشباب" أن أكثر من 85 في المائة من مجتمعاتنا الاسلامية لا تستفيد من مصادر التمويل بأنواعها، وهي تمثل أساسا الشباب العاطل وصغار الحرفيين وصغار المزارعين والأيتام والأرامل. وشدّد الحسناوي على ضرورة أن تستفيد كل شرائح المجتمع من كل مصادر التمويل (رأس المال العام، رأس المال الخاص، أموال الزكاة، أموال الوقف) بما فيها تمويل القطاع الخاص. وأشار أنس الحسناوي إلى أن المجتمعات العربية لا تستفيد من أنظمة الوقف بل أن المجتمعات الغربية نجحت في الاستفادة من هذه الأنظمة مستدلا بمثال جامعة هارفورد التي تصل أوقافها إلى 37 مليار دولار.