قال وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع في تصريح صحفي، اليوم الخميس، إن "الرئيس محمود عباس يؤكد على الإفراج عن كافة المعتقلين القدامى وعددهم 104 أسرى قبل أوسلو دون تجزئة أو تمييز". وأضاف أن "موقف الرئيس عبّاس يتمثل في إطلاق سراح كافة الأسرى القدامى والمرضى إلى بيوتهم كموقف فلسطيني ثابت تم إبلاغه لكافة الأطراف ومنها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري" . وتأتي تصريحات الوزير قراقع بعد الأنباء التي تناقلتها الصحف العبرية صباح اليوم عن عرض صهيوني بالإفراج عن 40 أسيراً فلسطينياً ممن "تلطخت أياديهم بالدماء" قبل استئناف المفاوضات مع الطرف الفلسطيني. وأشار قراقع الى أن عروضاً "إسرائيلية" سابقة بالإفراج المتدرج عن أعداد من الأسرى مقابل العودة إلى المفاوضات قد رفضت من قبل القيادة الفلسطينية، وأن الإفراج يجب أن يتم بشكل كامل وجماعي وغير خاضع للمساومة السياسية أو الشروط الصهيونية. ونقلت صحيفة "معاريف" العبرية، في عددها الصادر اليوم، عن مسؤول أمريكي قوله، إن " كلا من نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري ينتظران على خلفية ذلك رد السلطة الفلسطينية على هذه الخطوة ، إلى جانب الإفراج عن ما يقارب 104أسير آخر خلال مراحل استئناف المفاوضات. ووفقاً للصحيفة ذاتها، فإنه "من المرجح أن يتم إطلاق سراح الأسرى الأربعين خلال شهر رمضان في حال وافق الرئيس الفلسطيني محمود عباس على هذه المبادرة". يأتي ذلك في وقت لم يصدر فيه تأكيد رسمي من الحكومة العبريّة لهذا الأمر. واعتبرت "معاريف" أن "الموافقة الصهيونية جاءت لإعطاء الرئيس الفلسطيني قوة في الشارع الفلسطيني، وذلك عبر الإفراج عن 40 أسيراً مؤبداً كانوا قد اعتقلوا قبل إتفاق أوسلو عام 1993 ودون اشتراط العودة إلى المفاوضات". وأضافت أن "هذا الأمر قد يعطي تأييداً جماهيرياً للرئيس عباس ويسهل عليه العودة الى المفاوضات، كما أنه يفتح المجال أمام كيري لممارسة الضغط على السلطة الفلسطينية" . إلى ذلك أعربت مصادر غربية لصحيفة معاريف عن توقعاتها أن يتم إستئناف المفاوضات قريباً بين الجانبيت الفلسطيني والصهيوني ، لكنها رجحت تعثر المفاوضات لعدم قدرة الرئيس الفلسطيني على البت في الملفات المهمة" وقالت وسائل إعلام عبرية، إن "كيري استطاع تحقيق تقدم كبير في ملفات عديدة خلال جولاته الخمس الماضية بعد ضغوط مارسها على الأطراف. وأبدى الرئيس الفلسطيني، مطلع جويلية الجاري تفاؤله إزاء الجهود التي يبذلها وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، للوصول إلى حل سلمي في العملية السلمية، والعودة للمفاوضات. وقال "إن كيري قدم مقترحات مفيدة وبناءة، لكنها تحتاج إلى مزيد من التوضيح والتفسير". واستبقت منظمة " المجور" الخاصة بالقتلى الصهاينة التوجه الى الكنيست العبري يوم أمس الأربعاء وقدمت له قائمة ب 100 أسير فلسطيني اعتقلوا قبل أوسلو، وذلك في محاولة منها لرفض الافراج عنهم في أي تسوية مع السلطة الفلسطينية باعتبارهم "قتلة لليهود" على حد وصفها. وكانت السلطة الفلسطينية قد اشترطت العودة للمفاوضات الإفراج عن الأسرى الذين تم اعتقالهم قبل اتفاق أوسلو، خاصة الحاصلين على المؤبدات، بالإضافة إلى وقف الإستيطان في الضفة الغربية والقدس .