أعلن المستشار الأول لدى رئاسة الجمهورية الهادي بن عباس اليوم الاثنين 29 جويلية 2013، عن استقالته من المكتب السياسي لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية لأسباب تعلقت أساسا بوجود خلافات سياسية داخل الحزب، حسب تعبيره. وكتب بن عباس في رسالة استقالته "اني الممضي أسفله الهادي بن عباس عضو المكتب السياسي لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية أعلم كل مناضلي الحزب أنه بعد أن حاد الحزب عن المبادئ التي بني عليها، وبعد فشل كل المحاولات لإصلاح الحزب من الداخل أقدم استقالتي من هذا الحزب على خلفية خلافات سياسية جوهرية". وقال عضو المكتب السياسي لحزب المؤتمر "كنت أؤمن بقدرة الحزب على إيجاد الحل لتكون بلادنا متميزة في توحيد كل النوايا الطيبة وجميع القوى الديمقراطية التي ترفض الانقسام الايديولوجي ويؤمنون بقيم ديمقراطية سلمية تحترم الاختلافات". وأكد بن عباس أن الديمقراطية التي تجمع التونسيين تمكنهم من مواجهة جميع تحديات التنمية الاقتصادية والاجتماعية باعتبارها عنصرا أساسيا لمستقبل الديمقراطية في تونس، واعتقدت أن المؤتمر من أجل الجمهورية ناقل لهذا المشروع. وقال بن عباس إن "الدكتور المنصف المرزوقي ترك لنا كنزا وانظروا ماذا فعلنا حيث أنه كان قد ترك الحزب وكانت هناك مشاكل والحزب لم يتوقف عن التراجع، ولم يعد له أن يكون جذابا واليوم يمكن احتساب أعضائنا على أصابع اليد الواحدة وقد شوهت صورتنا لدى الجمهور، ونحن كل ما فعلناه هو مجرد الاندفاع المتهور والانتظار"، وفق تقديره. واعتبر بن عباس نفسه مسؤولا عن هذا الوضع وقال "لم يكن لدي رد فعل في الوقت المناسب أو القوة بما يكفي لإجبار الجميع على الاستجابة والتعامل مع هذه المشكلة دون إضاعة الوقت، ومع ذلك عندما قررت الرد أولا داخليا ثم في العام التقيت مع مقاومة شرسة، ولم يقل أحد إنني على حق على الأقل في محاولة لمعالجة هذه المسألة". وأشار الهادي بن عباس إلى أنه لم يحاول أحد أن تنظم المناقشة الضرورية في الحزب وكل ما قاموا به هو تجنب طرح هذه الأسئلة الجوهرية بحيث بدأت حملات التشهير التي تقع ضده والتلاعب "لإسكات صوتي وتجعلني أبدو وكأني وحش مدافع عن "الليبرالية". وقال الهادي بن عباس "اعتقدت دائما أن المصلحة الوطنية يجب أن تأخذ الأسبقية على كل المصالح الأخرى ويكون الحزب ليس إلا أداة في خدمة البلاد لأن نجاح الحزب هو نجاح بلدنا".