صرّحت مصادر أمنية أنّ قوّات الأمن المصريّة تنوي التحرّك اليوم الاثنين 12 أوت، لتفرّق "تدريجيا" و"في غضون بضعة أيّام" وبعد "إنذارات عدّة" اعتصامين لأنصار مرسي الذي عزله الجيش والذين يحتلّون منذ أكثر من شهر اثنين من ميادين القاهرة. وقالت مصادر أمنية وحكومية يوم أمس الأحد 11 أوت، إن من المتوقع أن تبدأ الشرطة المصرية التحرك ضد اعتصامين مؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي بالقاهرة فجر يوم الاثنين في خطوة يمكن أن تؤدي الى إراقة المزيد من الدماء. ويمثل الاعتصامان أبرز بؤر التوتر في المواجهة بين الجيش الذي عزل مرسي ومؤيديه الذين يطالبون بإعادته إلى منصبه. وحاول وسطاء غربيون وعرب إقناع الحكومة المصرية بتجنب استخدام القوة في تفريق المحتجين وحاولوا أيضا إقناع قادة الاخوان بفض الاعتصامين سلميا والانخراط في العملية السياسية لكن هذه المحاولات لم تؤت ثمارها. مراحل فض الاعتصامين قال مصدر أمني إنّ "قوات الأمن المركزي ستنشر حول الاعتصامين مع الفجر كبداية للإجراءات التي ستؤدي في نهاية الأمر الى تفريق المعتصمين، وأضاف أن الخطوة الأولى ستكون تطويق الاعتصامين. وتقول مصادر أمنية إن الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة يتعرض لضغط من ضباط كبار في الجيش للتحرك ضد المعتصمين. وقتل نحو 500 شخص في أعمال عنف منذ عزل مرسي بينهم عشرات من مؤيديه قتلوا برصاص قوات الأمن في حادثتين. ومن شبه المؤكد أن يؤدي أي عنف جديد الى تعميق الأزمة السياسية في مصر وتشتيت جهود الحكومة المؤقتة بعيدا عن القضايا الداخلية المهمة مثل إنعاش الاقتصاد الهش. وقال مصدر أمني آخر إن قرار بدء الإجراءات بنهاية عطلة عيد الفطر اتخذ في اجتماع بين وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم ومساعديه. وأصدر التحالف الوطني لدعم الشرعية المؤيد لمرسي بيانا اليوم الأحد ينتقد أي خطط من جانب من سماهم "الانقلابيين" يسلب المحتجين حقهم في الاحتجاج ودعا الجماعات الحقوقية الدولية الى زيارة مقري الاعتصام لرؤية مدى سلميتهما. وجاء في البيان "يجدد التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب تأكيده على مشروعية اعتصامي رابعة العدوية والنهضة... وعلى كون الاعتصام بهذه الصورة حقا مشروعا لا يملك أحد سلبه من أبناء الشعب المصري." ومضى يقول "لا يزال الباب مفتوحا لأي جهة تزورنا مشكورة بهدف التأكد من سلمية الاعتصام في أي لحظة ودون سابق إنذار." تحذيرات جون ماكين عبّر السيناتور الأمريكي جون ماكين في مقابلة أجريت معه أثناء زيارته القاهرة عن استغرابه لما آلت إليه الأمور في مصر قائلا: "يا للعجب لم أكن أعرف أن الوضع بهذا السوء. وهؤلاء الناس لم يبق أمامهم سوى أيام وأسابيع لينزلقوا في حمام دم شامل". وحذّر جون مكين من أن الاضطرابات في مصر قد تتحول إلى "حمام دم شامل" في الأيام القادمة إذا أخفقت الجهود الرامية إلى إيجاد حل سلمي للأزمة. وقال مكين في مقابلة أجريت معه في القاهرة مع شبكة تلفزيون سي.بي.إس نيوز "يا للعجب لم أكن اعرف أن الوضع بهذا السوء. هؤلاء الناس لم يبق أمامهم سوى أيام أو أسابيع لينزلقوا في حمام دم شامل."