قال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي على قناة "المتوسط" مساء أمس الأربعاء 15 أوت 2013، بأن المجزرة البشعة التي ارتكبها العسكر في حق الشعب المصري الأعزل، هو عمل وحشي بشع لا يرتكبه حتى الوحوش". وأضاف الغنوشي أن الوحوش تقتل فريستها تلبية لحاجتها الفيزيولوجية بينما هؤلاء يقتلون طمعا في دنيا رخيصة بلا مبادئ ولا قيم. واعتبر الغنوشي أن ما يجري في مصر من سفك للدماء هو نتاج غرائز حيوانية متفجرة لدى البعض الذين مُلئت قلوبهم بالأحقاد ولهم الاستعداد لأن يحرقوا العالم من أجل سلطة تافهة. ووصف مرتكبي هذا الجرم الشنيع بالتافهون وأنّه لا حظّ لهم من دين ولا حظ لهم من الإنسانية، باعتبار من يقتل البنات والأطفال والنساء ويوجّه بندقيته إلى الجماهير التي يشهد كل العالم بأنها جماهير سلمية. ونعت الغنوشي من أقدموا على هذه الجريمة بالنخبة المفلسة إلتحم فيها العسكر مع فئة طمّاعة ومع ليبيرالية مغشوشة، مؤكدا أن هذه المجزرة تدل على إفلاسهم وعلى عظمة ما يسمونه "الإسلام السياسي" الذي صمد وما زال صامدا في الميادين صمود المنتصرين والمؤمنون حقا بمبادئهم والمؤمنون برسالة الإسلام السلمية ومبادئ الإنسانية الحق في الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. وأضاف رئيس حركة النهضة أن ما يسمونه "الإسلام السياسي" أثبت بطولة عظيمة مقابل الإفلاس الذريع والشنيع الذي ثبّته على أنفسهم الذين يطلق عليهم ليبيراليّون وتقدميون وحداثيون،وواصل الغنوشي حديثه قائلا "إن ما حصل ويحصل اليوم يجعل العالم كلّه يشهد على إفلاس هؤلاء". ودعا مؤسس حركة النهضة الذين يريدون أن يستوردوا اليوم النموذج المصري إلى تونس أن ينظروا أي مصيبة حملها هذا النموذج وأي كوارث كانوا يريدون حملها إلى تونس. وتوجّه الغنوشي بالسؤال إلى معتصمي "إعتصام الرحيل" قائلا: هل يسرّكم أن تفعل السلطة التونسية ما فعلته السلطة المصرية التي تؤيدونها بفض الإعتصام بهذه الوحشية، فكيف ستصفون هذه السلطة؟ لماذا أنتم صامتون على هذه المجازر التي ارتكبت الواحدة تلو الأخرى؟ هل مرتكبيها يشاركونكم في المبادئ؟ وأي مبادئ هذه التي يشاركونكم فيها؟ وهل لأن الحقد على الإسلاميين يبلغ درجة التضحية بكل المبادئ والقيم ؟ ورأى الغنوشي أن ما حصل في مصر هو نوع من تحصين الثورة التونسية لأن ما حصل في مصر درس واضح على أن النموذج المصري ليس فيه خير وليس فيه ما يستحق أن يستورد إلى تونس. وبالرغم من أن تونس صدّرت الثورة إلا أن بعض الناس يريدون أن يستوردوا من مصر الإنقلاب وليس مجرد انقلاب بل هو الانقلاب الأكثر وحشية في التاريخ، وفق تعبيره. ودعا الغنوشي كل من يملك روح انسانية في العالم أن يقفوا صفا واحدا في مواجهة هذه الوحشية التي عبّر عنها العسكر رغم أننا لا نعتبر كل الجيش المصري مسؤول بل هذه القيادة المتوحشة التي صمتت على أن تحكم فوق الجماجم فيجب أن تدان. وأدان راشد الغنوشي الصمت الدولي ومنها أجهزة الأممالمتحدة مشيرا إلى أن الحكومات بمن فيها حكومة تونس كان من واجبها أن تدعو مجلس الأمن للإنعقاد لإدانة هذه الأعمال المتوحشة. قائلا "كان على كل مفكري العالم والمنظمات الحقوقية أن ينددوا بهذه الجريمة"