توفي، مساء أوّل أمس الخميس، بباريس المحامي صاحب الاتجاه المناهض للاستعمار جاك فارجاس إثر سكتة قلبية عن عمر يناهز 88 سنة. وكان الكفاح الأكبر لهذا المناضل حسب المؤرخين هو نضاله من أجل استقلال الجزائر، فبعد أن غادر الحزب الشيوعي سنة 1957 بسبب موقفه «الفاتر» حيال الجزائر، التحق بصفوف مناضلي جبهة التحرير الوطني، وبعد الاستقلال تحصل على الجنسية الجزائرية وأصبح رئيس ديوان وزير الشؤون الخارجية. وقد ارتبط بالمجاهدة والمناضلة التاريخية جميلة بوحيرد الذي دافع عنها خلال الثورة التحريرية، قبل أن يعتنق الإسلام ويتزوجها وينجب معها مريم والياس. وكان جاك فارجاس يلقب ب"محامي الشيطان"، لأنه كان يدافع عن جميع القضايا من مناضلي جبهة التحرير الوطني إلى آخرين مثل النازي كلوس باربي وبول بوت والمُناضل الفلسطيني وديع حداد وكارلوس. وُلد جاك فارجاس سنة 1925 من أب من جزيرة لارينيون وأم فييتنامية، وهو الأخ التوأم للسّياسي بول فارجاس، وقد تم تكريمه في جانفي الفارط بباريس عن أعماله من أجل القضية الوطنية ونضاله من أجل استقلال الجزائر، كما عرف عن الرجل تفجيره لملف المفقودين في الجزائر، من خلال جمع ملفات الأرامل اللائي اختفى أزواجهنّ، وبهذا سمح للرأي العام والدّولي من الإلمام بالقضية الجزائرية وتعزيز موقف جبهة التحرير الوطني حيال القضية الجزائرية.