توفّي المحامي الفرنسي الشهير جاك فرجاس عن سنّ تناهز 88 عاما بعد رحلة من المرض أبعدته عن القضايا المثيرة للجدل التي كان يترافع عنها، حتى أصبح اسمه مقترنا بكلّ قضايا الرأي العام. فرجاس من مواليد تايلندا سنة 1925 من أبّ فرنسيّ وأمّ فيتناميّة، كبر وتعلّم في فرنسا قبل أن ينضمّ إلى الجيش الفرنسي الحرّ الذي كان يترأسه الجنرال ديغول ويقاوم الاحتلال النازي لفرنسا. شارك في معارك في إيطاليا والجزائر والمغرب وفرنسا لينتمي بعدها إلى الحزب الشيوعي الفرنسي واستكمل دراسته في الحقوق ليصبح محاميا سنة 1955. بدأت قصّة دفاعاته الشهيرة مع الشابّة الجزائرية جميلة بوحيدر التي نالت العفو بعد أن حكم عليها المستعمر الفرنسي بالاعدام لثبوت زرعها للقنابل ضدّ قواته. جميلة بوحيدر تحوّلت إلى أحد رموز المقاومة في الجزائر وبطلة من أبطال حرب التحرير الجزائرية تزوّجت فيما بعد من محاميها المثير للجدل جاك فرجيس. اشتهر جاك فرجاس بدفاعه عن المجرم النازيّ كلاوس باربي بعد عودته إلى باريس سنة 1978، إضافة إلى رئيس يوغوسلافيا السابق سلوبودان ميلوزفيتش، والقاتل المتسلسل شارل سوبرهالغ وترافع عن قائد الخمير الحمر خيو سامفان. دفاعه عن هذه الشخصيات التي أثارت الرأي العام بجرائمها لم يمنعه من الترافع عن قضايا هامّة على غرار القضيّة الفلسطينيّة وبعض الأعلام العربيّة المسلمة مثل الفيلسوف الفرنسي المسلم روجي غارودي والمناضل الشيوعي اللبناني جورج ابراهيم عبد الله. كما ترافع عن الرئيس العراقي المخلوع صدّام حسين بعد حصوله على تفويض من عائلته. وردا على سؤال لصحيفة فرانس سوار في 2004 "كيف تكون محامي صدام حسين؟" قال جاك فيرجيس إن "الدفاع عن صدام حسين ليس قضية ميؤوس منها، بل الدفاع عن (الرئيس الاميركي جورج دبليو) بوش هو الميؤوس منه".