أفردت وسائل الإعلام الأميركيّة مساحات واسعة لأنباء دراسة الولاياتالمتحدة الأميركية عملية عسكرية في سوريا وتحريك الإدارة الأميركية قواتها العسكرية في المنطقة، حيث نقل بعض كتاب المقالات معلومات تشير إلى أن تطورات الوضع تعتبر إعدادًا للحرب، في حين أكدت الصحافة الأميركية على ضرورة قيام أوباما برد عسكري على سوريا. فقد نشرت مجلة "فورين بوليسي"، إحدى أهم المجلات السياسية في الولاياتالمتحدة الأميركية، مقالًا تحت عنوان "الولاياتالمتحدة تدرس القيام بتدخل عسكري بعد الهجوم الكيمياوي في سوريا"، قالت فيه إن الرئيس الأميركي، "باراك أوباما"، اجتمع مع أركانه عقب ورود تقارير "متزنة" عن استخدام السلاح الكيمياوي في سوريا لدراسة الخيارات العسكرية، موضحة أن "أوباما لم يتخذ قرارًا بعد باستخدام القوة العسكرية ضد سوريا. وأفادت المجلة، في مقالها، أن السفن الحربية الأميركية اتخذت مواقعها بحيث تكون قادرة على ضرب سوريا بصواريخها بعيدة المدى، على الرغم من أن البيت الأبيض لا يرغب بدخول حرب جديدة في الشرق الأوسط، فيما يجري "أوباما" حسابات دقيقة، مشيرةً إلى أن بعض كبار المسؤولين العسكريين الأميركيين يستعدون لنقل خططهم الحربية إلى الأممالمتحدة. من جانبها، نشرت مجلة "تايم"، واسعة الانتشار، في صفحتها على الإنترنت، مقالًا بقلم "مايكل كرولي"، أوضح فيه أهمية قيام "أوباما" بهجوم على سوريا، بعد أن أظهرت التصريحات الصادرة عن أوروبا وإسرائيل أن هناك إجماع متزايد على التدخل العسكري. وأفاد "كرولي" أن من أسباب للتدخل الأميركي العسكري وجود مصداقية الولاياتالمتحدة الأميركية على المحك، حيث كان "أوباما" صرح، قبل نحو عام، أن استخدام السلاح الكيمياوي في سوريا هو "خط أحمر"، فضلًا عن تعهده بتقديم مساعدات عسكرية إلى المعارضة السورية، إلا أن كلا الأمرين لم يتحقق، مما أدى إلى "فراغ في الثقة"، مؤكدًا على احتمال أن "الأسد" اعتبر "خط أوباما" الأحمر"، "كلامًا فارغًا". ولفت إلى أن من الخطورة بمكان اعتبار تهديدات الرئيس "فارغة"، مشيرًا إلى أن التدخل في سوريا يتمتع بأهمية خاصة، حاليًّا، من ناحية قياس جدية الرئيس الأميركي في مسألة استخدام القوة العسكرية لمنع طهران من تطوير السلاح النووي. بدورها، أفادت صحيفة "واشنطن بوست"، في مقال بقلم "ويل إنغلوند"، أن تركيا وإنكلترا وفرنسا ستقدم الدعم إدارة أوباما دون النظر إلى موافقة الأممالمتحدة، في حال تدخل الولاياتالمتحدة الأميركية عسكريًّا في سوريا، لافتةً إلى معارضة روسيا الشديدة للتدخل. وأشار "إنغلوند" إلى أن روسيا تقف ضد قوات المعارضة السورية الآن، كما فعلت من قبل تجاه الاحتلال الأميركي للعراق والثورة البرتقالية في أوكرانيا، موضحًا أن بوتين، الذي اتبع سياسة خارجية ثابتة منذ عام 2000، اعتبر أن الغرب خدع روسيا عندما تدخل في ليبيا.