قال وزير الخارجية المصري نبيل فهمي إنّ العلاقات بين بلاده والولاياتالمتحدة "غير مستقرّة" وإنّ مصر تكافح لإعادة تعريف مصالحها الوطنيّة مع بلدان أخرى. كما أشاد بكلمة الرئيس الأميركي التي ذكر فيها بأن الرئيس المعزول محمد مرسي لم يحكم بطريقة شاملة. وأضاف في مقابلة مع وكالة "أسوسيتد برس" الأميركية، حيث يشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن مصر شهدت ثورتين في عامين ونصف العام، وأن المصريين يحاولون تحديد هويتهم الخاصة، مضيفا، "نتطلع للخارج ونحاول تحديد من هم أصدقاؤنا". وأشار فهمي -وهو دبلوماسي مخضرم عمل سفيرا لبلاده في واشنطن لمدة تسع سنوات- إلى أنّ الولاياتالمتحدة تسعى للتكيّف مع واقع جديد فرضته ثورات الربيع العربي، التي اجتاحت تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا خلال السنوات الثلاث الماضية. وأضاف أن "الأميركيين -مثل معظم بلدان العالم- اعتادوا العمل مع الحكومات في العالم العربي وليس الشعوب"، مشيدا بكلمة الرئيس الأميركي باراك أوباما في الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء الماضي، قائلا: "اعترافه بأن مرسي لم يحكم بطريقة شاملة يعد خطوة إيجابية". وبشأن إمكانية إطلاق سراح الرئيس المعزول، قال فهمي "لا أحد في الحكومة يملك سلطة الإفراج عن مرسي سوى المحكمة فقط". وأضاف أن الحكم بحظر أنشطة جماعة الإخوان المسلمين وحلّ جمعيتها جاء وفقا للقانون، حسب قوله. وأشار إلى أنه أبلغ وزير الخارجية الأميركي جون كيري هذا الأسبوع أن المصريين الذين لم توجه إليهم تهم ارتكاب جرائم ضد قوات الجيش سيخضعون للمحاكمة وفق القانون المدني فقط، وذلك ما يطالب به نشطاء حقوق الإنسان في مصر. وبشأن تصور مصر للأزمة السورية بعد عزل مرسي، قال وزير الخارجية إن موقف القاهرة يستند إلى المصالح وليس إلى الأيديولوجيات، لكنه لفت إلى أن شرعية الرئيس بشار الأسد قد تآكلت، وأن سوريا بحاجة إلى أشخاص جدد لبناء بلد جديد. وأكد فهمي حرص بلاده على تحسين علاقتها بجميع الدول بما في ذلك إيران، التي لم تكن لمصر أي علاقة دبلوماسية معها منذ عقود. ويجدر الإشارة إلى أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر دعت المنظمات السياسية والحقوقية على المستوى الإقليمي والدولي -وعلى رأسها الأممالمتحدة- إلى "عدم الاعتراف بنبيل فهمي كممثل لمصر في هيئة الأممالمتحدة". وقالت جماعة الإخوان في بيان لها مساء الأربعاء إن "هذا الرجل الذي ذهب لتمثيل مصر في هيئة الأممالمتحدة بصفته وزيرا لخارجية مصر، إنما هو وزير في وزارة باطلة عينها رئيس جمهورية باطل عيّنه وزير دفاع بعد أن قام بانقلاب عسكري على نظام شرعي جاء بانتخابات ديمقراطية حرة، واختطف رئيس الجمهورية الشرعي المنتخب المدني وأخفاه حتى الآن عن أهله".