فاز رئيس الوزراء الإيطالي إنريكو ليتا في اقتراع على الثقة بالبرلمان أمس الأربعاء2 أكتوبر، بعدما تراجع رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو برلسكوني -الذي يواجه تمرداً داخل حزبه- عن تهديداته بإسقاط الحكومة. وحصل ليتا على دعم البرلمان بسهولة بعد إقرار برلسكوني بالهزيمة على منضدة مجلس الشيوخ نتيجة الانشقاقات التي حدثت في حزبه فحرمه ذلك من الدعم المطلوب لإسقاط الحكومة مما اضطره للموافقة على دعم رئيس الوزراء بأصوات حزبه. وبلغ إجمالي أصوات النواب الذين منحوا حكومة ليتا دعمهم 435 صوتا مقابل 162 صوتا ضده. وكان برلسكوني قد أثار أزمة حادة بسحبه وزراءه من الحكومة الائتلافية ودعوته لإجراء انتخابات مبكرة، لكن عدداً من أعضاء حزب شعب الحرية الذي يتزعمه رفض الاستجابة لطلبه منهم سحب الثقة من ليتا. وشهد مجلس الشيوخ -وهو الغرفة الأعلى بالبرلمان الإيطالي- سجالات محتدمة في بعض الأحيان واجه خلالها برلسكوني اتهامات متكررة بإشاعة الفوضى في محاولة لتفادي الطرد الوشيك من البرلمان بعد إدانته بالتهرب الضريبي. وقال برلسكوني إثر ذلك " قررنا دعم الحكومة دون أن يخلو الأمر من بعض الخلاف الداخلي". وقد بدت الدهشة على ليتا وارتسمت على وجهه ضحكة خفيفة وهز رأسه غير مصدق عند إعلان برلسكوني دعمه لرئيس الوزراء. وأعرب ليتا عن سعادته بنتيجة التصويت، وقال إن الائتلاف الحكومي سيواصل عمله بعد أن منحه مجلس النواب ثقته. وأضاف أن بلاده لا تزال تعاني من أزمة اقتصادية حادة، وأن من الضروري اعتماد قوانين إصلاحية من شأنها تشجيع التنمية وتخفيف الضرائب على المواطنين. وعلّقت وكالة "أسوسيتد برس" للأنباء على ما حدث في البرلمان الإيطالي بالقول إن التحدي النادر من نواب حزب شعب الحرية لزعيمهم ينطوي على مؤشر على أن نفوذ برلسكوني قد انحسر كثيراً بعد عقدين من الزمان قاد خلالهما يمين الوسط وكان فيهما بمثابة البطل الرئيسي في المسرح السياسي بإيطاليا.