أكّد حزب المؤتمر من أجل الجمهورية وحزب الإصلاح والتنمية وتيار المحبة، اليوم الجمعة 11 أكتوبر 2013 خلال ندوة صحفية، تمسكهم بالموقف المبدئي الرافض للتوقيع على خارطة طريق الرباعي قبل انطلاق الحوار الوطني، معتبرين أنّ المنظمات الراعية للحوار خضعت لابتزاز جبهة الانقاذ وانزاحت لشروطها. وبيّن عماد الدائمي الأمين العام لحزب المؤتمر، أنّ عملية الإمضاء المسبقة على خارطة الطريق تمثل مناورة سياسية وعملية ابتزاز ومصادرة للحق في الحوار، مشدّدا على أنّ المنظمات الراعية للحوار سقطت في الفخ. وأشار الدائمي إلى أنّ شرط الإمضاء المسبق الخارطة لم يكن مطروحا قبل لقاء المنظمات الراعية بجبهة الإنقاذ، حيث أنّه التقى يوم الخميس 3 أكتوبر بحسين العباسي الأمين العام لاتحاد الشغل وتم الاتفاق على ترتيبات انطلاق الحوار يوم السبت 5 أكتوبر ولم يتم التطرق لهذا الشرط. وعلمت الترويكا بشرط التوقيع المسبق على خارطة الطريق قبل انطلاق الحوار مساء يوم الجمعة 4 أكتوبر أي بعد لقاء المنظمات جبهة الإنقاذ وإصدار هذه الأخيرة لبيان تؤكّد فيه اشتراطها إمضاء كل الأحزاب المشاركة في الحوار الوطني على خارطة الطريق قبل انطلاق الحوار. واجتمعت قيادات الأحزاب المكونة لترويكا مساء الجمعة لنظر في هذا الشرط واتفقت على عدم التوقيع على الخارطة قبل الحوار معتبرين أنّ هذا الشرط جاء من أحزاب المعارضة محاولة منها لتعطيل الحوار. وحسب ما جاء على لسان الدايمي، فإنّ حزب المؤتمر فوجئ يوم افتتاح الحوار السبت 5 أكتوبر بالاجتماع المغلق المنعقد بين حسين العباسي وراشد الغنوشي، قائلا "لا أعلم مضمون هذا اللقاء إن كان إقناع للنهضة بالتوقيع وضغط عليها إلا أنّ هذا اللقاء الثنائي لا يليق بانطلاق الحوار وفيه مس من كرامة الأحزاب المشاركة فيه". واعتبر الدائمي أنّ بعض الأطراف المشاركة في الحوار الوطني هدفها تغيير الحكومة وليس توفير شروط الحوار وتحويل إطار الحوار الوطني إلى إطار لمواصلة فكرة الانقلاب في جو هادئ بعد أنّ فشل الانقلاب عبر الحراك الاجتماعي. وشدّد عماد الدايمي على أنّ حزب المؤتمر سيدعم مواقف حركة النهضة وحزب التكتل داخل الحوار الوطني وسيضع كل إمكانياته على ذمتهما، مشيرا إلى أنّ شريكيه في الحكم الوحيدين الذين اتصل به وحاولا إقناعه بالانضمام للحوار الوطني. صرّح محمد القوماني رئيس حزب الإصلاح والتنمية أنّ حضورهم في جلسة افتتاح الحوار الوطني دليل على تمسكهم بالحوار الوطني ورغبتهم في إنجاحه، لكنّه أردف قائلا "لن نتخلى عن واجبنا وحقوقنا ولن نترك بعض الأطراف تنفرد بالقرار الوطني". وأشار القوماني إلى أنّ خارطة الطريق ليس متوافقا حولها وهناك عديد النقاط الخلافية والجوهرية، معتبرا أنّ منعهم من حضور الجلسات التمهيدية بعد افتتاح الحوار يمثل إقصاء. ومن جهته، رأى سعيد الخرشوفي الناطق الرسمي باسم تيار المحبة أنّ الخضوع لشروط الأحزاب التي خسرت في انتخابات 2011 يمثل انقلابا مدنيا على الشرعية، قائلا "هذه الأحزاب لم تستطع الانقلاب على ظهر دبابة وتريد الانقلاب على ظهر الحمار الوطني"، وفق تعبيره. وأوضح الخرشوفي أنّ تيار المحبة يرى أنّ حل الأزمة الحالية يكمن إما في تنظيم انتخابات مبكرة أو استفتاء شعبي، مشيرا إلى مقترح انتخاب مجلس جديد يكل حكومة دائمة لمدة 5 سنوات ويتم تنظيم انتخابات رئاسية.