صرّح رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي أنّ الحوار الوطني قد علّق إلى أجل غير مسمى مثلما أعلن الناطق الرسمي باسم الرباعي الراعي للحوار حسين العباسي، قائلا "أحسب أن هذا الحوار سيستأنف في أجل غير بعيد بسبب حاجة البلاد إلى هذا الحوار وبسبب أنّ معظم الأطراف السياسية ملتزمة بخارطة الطريق ونحن الآن في قلب هذه العملية وحريصون على مواصلتها"، وذلك في وقت متأخر من ليلة أمس الاثنين 4 نوفمبر خلال ندوة صحفية بمقر وزارة حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية حيث تدور أشغال الحوار الوطني. وعن أسباب هذا التعليق أفاد الغنوشي أنّ "سبب تعليق الحوار في المسار الحكومي يتمثل بشكل واضح في عدم التوافق حول الشخصية التي ستتولى منصب رئيس الحكومة المقبلة، ف"الترويكا" رشحت والنهضة دعمت ترشيح المستيري تقديرا منها وممن رشحه لدور المستيري التاريخي في خدمة الديمقراطية"، مضيفا "إن من دعاه بأب الديمقراطية لم يخطئ فهو أول معارض للحزب الحر الدستوري وعاش معارضا للدكتاتورية الأولى والثانية، كما أن الرجل ذو شخصية قوية متماسكة وديمقراطي التفكير ومستقيم الأخلاق". وتابع رئيس حركة النهضة قائلا "شخصية كهذه لم نر مبررا لرفضها من طرف رفاقنا في المعارضة سوى أنها معارضة للترويكا وتوجه نحو اختيار شخصية أقل استقلالية، لكننا لن نسلم هذه الأمانة إلا إلى أيادي أمينة". وصرّح الغنوشي أنّ رئيس الهيئة السياسية العليا للحزب الجمهوري نجيب الشابي حاول أن يجد توافقا بين مقترحات الترويكا ومقترحات المعارضة عبر خيار الذي أسميناه خيار "الدمج" أي أن تعمل الأسماء المقترحة في هذه الحكومة ويساهم كل منها من موقعه، وذكّر أن "الترويكا" تنازلت بنقل السلطة عبر حوار مع أنها لا تنقل إلا عبر انتخابات أو انقلاب، قائلا "لكننا تنازلنا ووافقنا على الحوار وانتقال السلطة عبر الحوار وهي أول مرة يحصل مثل هذا الأمر وذلك من أجل السير بالبلاد نحو انتخابات حرة ديمقراطية فانتقلنا من شرعية الانتخابات إلى شرعية التوافق عبر الحوار". وشدّد الغنوشي على أنّ النهضة لا ترى بديلا في مستوى أحمد المستيري. قائلا "بالنسبة إلى مسألة السن فإنّ سن المستيري لا يبتعد كثيرا عن سن رئيس حركة نداء تونس الباجي قيد السبسي الذي قاد البلاد سنة 2011 في مرحلة حساسة من حياة تونس...والمستيري يتمتع بحد معقول من صحته البدنية فضلا عن صحته العقلية فهي جيدة جدا". وبالنسبة إلى طرح اسم وزير الدفاع السابق عبد الكريم الزبيدي فقد أفاد الغنوشي أنّه فعلا طرح لكنه رفض من قبل رئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي.