أكد وزير الثقافة والمحافظة على التراث مهدي مبروك أن المعرض المؤقت الذي سينظمه المعهد الوطني للتراث خلال شهر جانفي الجاري حول مجموعة من القطع الأثرية المنهوبة والتي تم استرجاعها يندرج في إطار الحرص على أن يسترجع الشعب التونسي تراثه وهذا المعرض يعتبر مجهودا متواضعا حتى يعيد إلى التونسيين ما نهب منهم. وجاء ذلك في تصريح لوكالة "بناء نيوز" أول أمس السبت 12 جانفي خلال ندوة صحفية أشرف على رئاستها وتسبق هذه الندوة افتتاح معرض القطع المنهوبة من طرف الرئيس السابق وعائلته بعنوان "تراث نهب...تراث يسترجع" وذلك غدا الثلاثاء 15 جانفي بمتحف قرطاج. وبين وزير الثقافة أن المعرض يأتي في إطار الاحتفال بالذكرى الثانية للثورة المجيدة لكنه يتجاوز هاته اللحظة لينخرط في مجهود علمي وثقافي ذلك أن الثورة كشفت عن فساد كبير شمل التراث بكافة حقبه التاريخية. ودعا مهدي مبروك إلى القطع نهائيا مع منظومة الفساد وتدعيم الإرادة الحقيقية من المعهد الوطني للتراث إلى أن يستعيد دوره وما نهب من معالم تاريخية ومؤسسات وفضاءات خاصة. وأشار إلى أنه من الضروري أن يتعرف المواطن التونسي على هذه القطع التي تمثل جزء من تراث بلاده مؤكدا أن وزارة الثقافة والمعهد الوطني للتراث سيعملان على أخذ الاحتياطات اللازمة من إعادة ترميم المعالم الأثرية وصيانتها حتى لا يعود النهب والفساد علما وأن تونس تعرضت في الفترة الماضية إلى العديد من الانتهاكات في مجالات مختلفة. وتابع مهدي مبروك أن الوزارة والمعهد الوطني للتراث يعولان كثيرا على المجتمع المدني للمساهمة في المحافظة على القطع الأثرية وعلى التراث التونسي في كامل تراب الجمهورية وكذلك دور وزارة التربية في التوعية بأهمية هذا التراث باعتبار أن هذا العمل يستدعي تكثيف الجهود وهذا المعرض هو تعبير على الاستعداد لاستعادة هيبة التراث الوطني. وأضاف وزير الثقافة أن 93 قطعة أثرية فقط من بين 350 قطعة مسترجعة سيتم عرضها في المعرض وقد تم اختيار القطع بطريقة علمية أشرفت عليها هيئة علمية.