وقف الطفل محمد سعيد وعشرات الفلسطينيون أمام محطة لتعبئة اسطوانات الغاز شرق مدينة غزة، ينتظرون دورهم في الحصول على غاز الطهي. وبدت معالم التعب والإرهاق واضحة على الطفل سعيد ذو السنوات العشرة، وهو يصطف في منتصف طابور طويل من المواطنين الغزيين، في محاولة للحصول على غاز الطهي بعد أن عادت أزمته إلى الواجهة مجددًا في قطاع غزة. ويعاني القطاع الساحلي المحاصر صهيونيا منذ سنوات، من شح في غاز الطهي، بعد نفاد المخزون في شركات البترول، وتقليص السلطات الإسرائيلية لكميات الغاز المدخلة إلى غزة، عبر معبر كرم أبو سالم، إلى جانب مشكلتي الكهرباء ونفاد الوقود. ويقول الطفل سعيد صاحب البشرة القمحية: "لقد نفذ غاز الطهي من المنزل ولم يعد لدينا شيء والآن لا نستطيع الطهي إلا على الحطب"، مبينًا أن لدى عائلته 3 اسطوانات من الغاز فارغة مع موزع الغاز في منطقتهم ينتظرون أن يتم تعبئتها. ويضيف ل"بناء نيوز": "أنا أقف في هذا الطابور منذ أكثر من ساعتين ونصف وحتى اللحظة لا يزال أمامي تقريبًا ساعة أخرى ليصل دوري من أجل تعبئة اسطوانة غاز 12 كيلو جرام". أما موزع الغاز خالد غبن، فقد أكد ل"بناء نيوز" وجود أزمة في غاز الطهي بمحافظات قطاع غزة، منذ ما يزيد عن 3 أشهر تقريبًا، نتيجة تقليص الجانب الإسرائيلي كميات الغاز المدخلة عبر معبر كرم أبو سالم الواقع شرق محافظة رفح جنوب القطاع الساحلي. ويشير غبن إلى تأثير أزمة غاز الطهي السلبي على عمله وتقليص عدد الأسطوانات التي يستطيع تعبئتها بالغاز في محطات التعبئة المنتشرة شرق محافظة غزة. ويبين أن متوسط عدد أسطوانات الغاز التي يقوم بتعبئتها كل 10 أيام، هو 70 اسطوانة تقريبًا، في حين كان متوسط التعبئة قبل الأزمة يصل إلى 50 أسطوانة يوميًا، منوهًا إلى أن أسطوانة الغاز تبقى لدى الموزعين لمدة تتجاوز ال 20 يومًا، بعدما كانت لا تبقى سوى يوم واحد. وأثرت موجة البرد التي شهدتها الأراضي الفلسطيني، في الفترة الماضية، سلبًا على كميات "غاز الطهي" المدخلة إلى قطاع غزة. بدوره، أكد عضو مجلس إدارة جمعية أصحاب شركات البترول والغاز، محمد العبادلة، أن أزمة غاز الطهي في قطاع غزة، تراوح مكانها منذ 3 أشهر تقريبًا، معربًا عن خشيته من تفاقم الأزمة نتيجة للظروف والأحوال الجوية التي تمر بها الأراضي الفلسطينية. ويوضح العبادلة في تصريح ل"بناء نيوز"، أن قطاع غزة يحتاج يوميًا إلى نحو 250-300 طن من غاز الطهي، وذلك لاستخدامات المنازل والمخابز ومزارع الدواجن والمستشفيات وغيرها، في حين أن الكميات الواردة إلى القطاع تتراوح ما بين 120 طن يوميًا عدا يومي الجمعة والسبت نظرا لإغلاق معبر كرم أبو سالم خلالهما. ويشير إلى توزيع كميات غاز الطهي المدخلة يوميًا على 22 محطة تعبئة موزعة في محافظات قطاع غزة، "حسب التوزيع الجغرافي وعدد السكان في كل محافظة، في محاولة للتقليل من الأزمة وضمان وصول الغاز لكافة المناطق والمنازل ولو بشكل ضئيل". ودعا إلى الضغط على الجانب الصهيوني لزيادة كميات الغاز المدخلة إلى غزة، عبر كرم أبو سالم، محملا سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تفاقم أزمة غاز الطهي. وطالب الدول العربية والإسلامية بلعب دور أكبر في ادخال الغاز والوقود إلى قطاع غزة المحاصر إسرائيليًا منذ ما يزيد عن 6 سنوات.