وجدت دراسة بريطانية أن أداء الدماغ يبدأ بالتراجع قبل سن الخمسين، وتحديدا عند سن ال ،45 بعد أن كانت دراسات سابقة أشارت إلى أن هذا التراجع يبدأ في الستين من العمر . وتوصلت الدراسة التي أجراها علماء بريطانيون ونشرت في “المجلة الطبية البريطانية”، إلى أن القدرة على ربط الأشياء ببعضها تتراجع بنسبة 6 .3% عند الرجال والنساء بين سن 45 و49 . وقام الباحثون بفحص قدرة الذاكرة والاستيعاب واستخدام المفردات المختلفة عند 7 آلاف رجل وامرأة تتراوح أعمارهم بين 45 إلى 70 سنة على مدى عشر سنوات . وقالت “جمعية الزهايمر” إن هناك حاجة لإجراء بحوث حول كيفية استخدام التغييرات التي تجري في الدماغ من أجل تشخيص الخرف عند المسنين . وكانت أبحاث سابقة أشارت إلى أن تراجع الأداء المعرفي للإنسان لا يبدأ قبل سن الستين، لكن نتائج الدراسة الأخيرة تفيد أن ذلك قد يبدأ في منتصف العمر . وقال الباحثون ان النتائج الأخيرة مهمة لأن العلاجات المستخدمة ضد الخرف تكون فعالة أكثر في حال البدء بها بمجرد أن بروز أعراض تراجع الأداء المعرفي لدى الأشخاص . وتبين في الدراسة الجديدة أن جميع فئات القدرة المعرفية تراجعت باستثناء مخزون الشخص من الكلمات . وتوصل البحث إلى أن القدرة على ربط الأمور ببعضها تتراجع بنسبة 6 .9% عند الرجال بين سن 65 و70 بينما تبلغ نسبة التراجع 4 .7% عند النساء من نفس الفئة العمرية . أما في حال الرجال والنساء بين سن 45 و49 فتبلغ نسبة التراجع 6 .3% . وقالت البروفيسورة أركانا سينغ مانو من مركز بحوث الأوبئة وحياة السكان في فرنسا التي ترأست فريق البحث إن الدراسة بينت أن الخرف يبدأ بتراجع الأداء المعرفي على مدى عقدين أو ثلاثة . وأضافت أن هناك حاجة لمعرفة العوامل التي تؤثر في تراجع الأداء المعرفي بمستوى يفوق المتوسط، وكيفية إيقاف هذا التراجع . وقالت الدكتورة آن كوربيت التي اشرفت على الدراسة، إن هناك حاجة لبحوث إضافية من أجل معرفة كيفية استخدام التغيرات التي تطرأ على عمل الدماغ لتشخيص الخرف بشكل أفضل . من جهة اخرى أظهرت دراسة أجراها فريق تابع لجامعة مانشستر في بريطانيا أن فيتامين “د” مفيد في تحسين أداء المخ لدى كبار السن . والمعروف أن فيتامين “د” متوافر في الأسماك التي تحتوي على نسبة عالية من الزيوت بالإضافة إلى أنه يتكون من خلال حمام الشمس في البشرة ثم يوزع على بقية الجسم . واستند فريق البحث إلى مقارنة أداء المخ لنحو 3000 رجل في المرحلة العمرية بين 40 و79 عاما في ثمانية مراكز للبحث في أوروبا . وأظهرت الدراسة من خلال الاختبارات تقدم أداء المخ للأشخاص الذين تحتوي أجسامهم على نسبة عالية من فيتامين “د” لا سيما الرجال الذين تجاوزوا الستين . وتقيس الاختبارات المشار إليها القدرة على التذكر بالإضافة إلى اختبارات الذكاء لدى الأشخاص الخاضعين للدراسة . ولم تشمل الدراسة التي نشرت نتائجها المجلة المتخصصة “جورنال نيورولوجي” بحث أثر الفيتامين على السيدات . وقال ديفيد لي رئيس فريق البحث إنه في الوقت الذي انتهت فيه دراسات سابقة حول ذات الموضوع إلى نتائج متضاربة فإن فريقه استطاع أن يثبت العلاقة بين نقص فيتامين “د” وبطء الفهم . وعلى الرغم من أن الموضوع يحتاج إلى مزيد من البحث والدراسة فإن نتائج دراسته أعطت مؤشرات قيمة حول التأثير الإيجابي الذي يمكن أن يقدمه فيتامين “د” في علاج مرض العته. المصدر : جريدة الخليج