الإعلان عن أضخم اندماج حزبي بعد 14 جانفي سوسة – ديما أونلاين - خاص نظمت مجموعة من الأحزاب السياسية في أحد نزل مدينة حمام سوسة اجتماعا عام تحت شعار " بلادنا في حاجة لينا". انطلق الاجتماع بالنشيد الوطني، ثمّ تمّ تقديم شريط وثائقي أعده الحزب بالمناسبة، ثمّ قدم السيد منير المهدوي المنسق العام للمكتب الجهوي بسوسة الذي وضع اللقاء في إطاره معتبرا أن هذا الاندماج يعتبر الأضخم والأهم منذ الثورة. على أن يبقى الاندماج بدون رئيس بل كل رئيس حزب في الائتلاف مهتمّ بقطاع معيّن. وبدا واضحا أنّ الائتلاف الحزبي الجديد يبحث عن شرعية بورقيبية، أولا من خلال الشريط الوثائقي الذي تمّ إعداده وتقديمه، ثمّ من خلال النشيد الوطني الذي حافظ على جملة "أنا لبلادي وحزبي فدا" ونقصد النشيد الأصلي وغير المنقح. ثمّ لم يخف الصحبي البصلي في كلمته أنهم جميعا "أبناء بورقيبة" والذي شدد على أن العائلة الدستورية عانت من الإقصاء بعد 14 جانفي، وقال "هناك من يريد أن يشكك فيما قام به بورقيبة وما قام به بن علي" وانتقد رئيس الجمهورية المؤقت الذي قدم نفسه كأول رئيس للجمهورية... ثم بيّن أن الحزب الجديد سيسعى للقطع مع كل الأساليب التجمعية القديمة مشددا "لن نترك البلاد لأي كان ليبنيها". مصطفى التواتي، "هذا الاندماج هو لمّ العائلة الدستورية، ونحن سنتقدم ونبني ولسنا أصحاب خطيئة، نحن أصحاب إنجازات وفي الانجاز نخطئ ونصيب، ارتكب الدستوريون أخطاء واليساريون أيضا، وإن جاءت السلطة لبن علي فالخطأ خطأ الجميع..." وقال "سنتجاوز أخطاءنا" لطفي المرايحي: الحكومة الحالية توزع الأحلام والأوهام وتحدث الناطق الرسمي باسم الحزب مستغلاّ ذكرى الاستقلال، حيث استحضر المرايحي عددا هاما من الأسماء التي طبعت تاريخ تونس من الدغباجي إلى حشاد، والذين لم يعيشوا في تونس المستقلة، وقال "من حقنا أن نحتفل وننعم بعيد الاستقلال معتبرا أنه أبو الأعياد التونسية لأن الأصل الذي انبثقت منه بقية الأعياد الوطنية وصولا إلى مجلة الأحوال الشخصية ومجلة الشغل والقانون المنظم للضمان الاجتماعي.." وأضاف "ولكن لا يجب أن الاستقلال أمر نسبّي ونحن مطالبون جميعا كل من موقعه لمواصلة المسيرة". وتحدث عن دور الزعيم الحبيب بورقيبة في إرساء قواعد الاستقلال وعن دور الأجيال الجديدة لمواصلة البناء. وفي حديثه عن الهوية الوطنية قال المرايحي أنّها "مهددة من أطراف مختلفة وتجاذبات عديدة والتي جعلتنا منقسمين عوض أن نكون يدا واحدة.." وتساءل "هل أن موضوع الدين كان مطروحا في الشارع التونسي قبلا" وقال "نحن أمام مغالاة ومزايدات ومخاطر تهدد البلاد". وتحدث أيضا عن الزعيم الحبيب بورقيبة الذي قاله عنه أنه "ليس تركة ليأخذ كل منها نصيب، فهو قبل كل شي فكر نهتدي بنبراسه، ومن أهم ما يمكن أن نتمسك به في فكره هم مفهومه للهوية التونسية أو القومية التونسية والتي تجعل بلادنا مختلفة عن غيرها ولا يمكنها أن تكون تابعة لأي كان، وبورقيبة هو قول وفعل وليس شعارات، واليوم نرى أين أوصبتنا الشعارات..." وواصل المرايحي حديثه متوجها للترويكا "خلال الحملة الانتخابية سمعنا حديثا عن معجزة اقتصادية، ولكننا لم نرَ شيئا، ولكنهم حققوا معجزة وهي جمعهم بين شيئين لا يجتمعان وهما التضخم المالي والبطالة لذلك نقوللهم اتركوا معجزتكم عندكم لا حاجة لنا بها". وتساءل المرايحي عن هيبة الدوبة قائلا بالحرف الواحد "أين الدولة أساسا لنتحدث عن هيبة الدولة، حين نسمع وزيرا يكذب وزيرا، وعوض الحديث عن مشاريع وبرامج يحدثوننا عن مؤامرات...". وقال أنّ "الجماعة في حملة انتخابية متواصلة وبرامجهم هي تشتيت وتقسيم ونحن برنامجنا التوحيد والوحدة... هم يسوقون الأحلام والأوهام ونحن برنامجنا الواقعية وإحساسنا بالبلاد.." محمد جغام: نطالب الحكومة بخارطة طريق ثمّ تحدث السيد محمد جغام عن حزب الدستور وعن الحبيب بورقيبة، وقال "هناك من يتطاول اليوم على اسم بورقيبة وعلى حزب الدستور" وقال حضورنا اليوم تأكيد على وجود حزب الدستور.." وواصل "هناك تشكيك فيما تمّ إنجازه وبناؤه منذ استقلال البلاد، وفي ظرف 55 عاما لا يجب الحكم على فئة ضالة اختارت طريق الفساد والحكم على كل من ساهم في بناء البلاد.." وقال "نحن فخورون بما قمنا به كإدارة تونسية". مشيرا إلآ أنه بعد 14 جانفي ليغير الأوضاع السائدة وكنا نتمنّ مواصلة مسيرة البناء بدون فساد وبدون تجاوزات، لكن هذا لم يحدث وبدأت البطالة في التزايد والفقر أيضا، وكنّا مذهولين وننتظر يوم الخلاص الذي كنا نظنه يوم 23 أكتوبر.." ولكننا ظللنا نسأل نفس السؤال "أين نحن سائرون، نحن الآن في نفق ونتمنّى أن نرى النور في آخر النفق لأن ما وقع أننا دخلنا الانتخابات مشتتين وللأسف النتيجة كانت معروفة قبل الانتخابات" وخلص أنه لعدة أسباب من أهمها التشرذم والتشتت تكون هذا الحزب والهدف هو أخذ مكان في المشهد السياسي الوطني وذلك يتطلب جهدا كبيرا. وطالب جغام الحكومة المؤقتة بنحديد خارطة طريق للمرحلة المقبلةن مشددا على ضرورة تحديد فترة رئاسة الجمهورية والتي لم تحسم بعد. وجاء في إعلان ميلاد هذا الائتلاف الحزبي ما يلي أن الأحزاب الممضية عليه استقرت على قرار الاندماج الكلّي التام والغير القابل للمراجعة لتتحوّل بذلك إلى تنظيم أطلق عليه اسم "الحزب الوطني التونسي". وفي البيان أنّ "هده الأحزاب وإن اختلفت مشاربها ومنطلقاتها فإنها اجتمعت جميعا حول المشروع التحديثي التونسي والمنبلج مع الحركة الإصلاحية التونسية وضرورة تعهده.." ونبع هذا القرار حسب الإعلان التأسيسي من خلال "قراءة للواقع السياسي التونسي وما أفصحت عنه انتخابات المجلس الوطني التأسيسي.." واعترف البيان أنّ هزيمة التيّار التقدمي إنما تعود أساسا "لتشرذم قواه وتعدد زعاماته" ويرى المندمجون أنّ ما أنتجته انتخابات المجلس الوطني التأسيسي ليس إلاّ "اتفرادا لنهج سياسي" لا يعبّر بالحجم الذي آلت إليه الأمور عن منهج التونسيين وتصوّرهم للمجتمع الذي ينشدون العيش في ظلّه... ويواصل الإعلان أنه "نظرا لدقة الظرف وإنصاتا لتطلعات وانتظارات ومخاوف شرائح عريضة من شعبنا فإننا قررنا أن نتحمّل مسؤوليتنا التاريخية في سبيل الدفاع عن مكاسب وخيارات مجتمعية يتهددها التطرف والمغالاة. ويرى الممضون على الإندماج أنّ الخصوصية التونسية أصبحت "عرضة للاستئصال أمام ما يطرح من خيارات وما يلوّح من بشائر لا تبعث عن الارتياح.." مؤكدين أنّ تونس ليست وليدة العدم، وأنها "أمانة استلمناها من أجدادنا ونورثها أبناءنا، نموت ونحيا على أن تظلّ مستقلة أبية، تونسنا ليست مقاطعة لا وولاية ولا إمارة". ويضيف البيان أن هذا "الجمع هو جمع بناء وإنشاء وتأصيل لكيان يجند نفسه خدمة لتونس الحداثة والريادة كما وضع أسسها الآباء والمؤسسون للدولة الحديثة" مع التأكيد أنّ هذا الاندماج لن يكون حلف عداء ضد أيّ طرح سياسيّ وطني مهما اختلفت الرؤى وتباينت المقاصد. صالح وبشير