رثائك عمل سخيف ...في مثل هذه الليلة أهديك أغانيك ..وأزيدك فوقها يا بدع الورد ... بدعة الفن أنت والجمال ...بدعة الجبل الشامخ في المدن العميقة. بدعة الاوراس يسكن جوار النيل ويغني ولا ينكسر. كنت صغيرا أتهجي الصور لما وجدتك على أغلفة الكاسيت القادمة من ليبيا العمال المهاجرون جاؤوا بك فرحين كأنهم صنعوك هناك ...حول الأجهزة القليلة التي لا تمضغ الشريط كنا نسهر ونسمعك .لم نكن نحسب الزمن فلم نحسب كم مرة سمعناك كانت أغنية الغربة تملا روح المهاجرين العائدين فيواصلون سماعك وهم بين أهليهم يتربصون بطرق الهجرة السرية إلى الخبزة المرة. في المقاهي كنت وحدك. ردحا من الزمن أخذت أم كلثوم إلى تقاعدها المريح. وحده حليم كان ينافسك قليلا ثم يخجل من حضورك.أي جبل كنت..في مقاهي الشعب.. كنت صغيرا وقلت لن يوجد جمال مثل جمالك..ثم كبرت قليلا رأيت وجوها أخرى كانت جميلة بشكل ما لكن أنت كنت الوردة. فيك ما ليس فيهن...فيك وردة ..لا تذبل ولا تنحني...كنا نحلم بالنساء ونقول لن تكون حبيبتنا إلا وردة. قست بك فلم اظفر بمثلك .. تواضعت لغيرك إكبارا لما لا يتكرر. في قرطاج وقد اكتهلت جئتك ..كان المكان لك وكنا كثافة ليس أكثر.في ردهة الحفل كنا أعشابا حول شجر الورد...لكننا كنا نتهجاك في الوقفة واللفة والضحكة والغمزة وضمة الشفتين لترطيب اللسان بين الكوبليهات ..الكثيرة ..أخريات مررن في المكان.. كنا يدرن ألسنة شهباء على شفاه مستعارة ليجدن نفسا لبقية الفاتورة أنت تضمين الشفتين إلى الداخل يترطب الفم واللسان وتتابع الجوقة مرهقة ارتفاع الصوت...إلى قمة الليل...والنشوة. حديث العزاء بعدك يشبه حديث عزاء لغيرك. نغترب بعدك ونزيد بعد فيروز إعلان النهاية ونتزود بالتراث...لنحتمي من زمان الهشك بشك والتحريم. سنشكر التقنية...لقد أدركتنا بك بكل ألوان المحبة والجنون «بتنوس بيك وأنت معانا» من يدري قد نلتقي قريبا..