صنائع المعروف تقي مصارع السّوء حسبنا الله ونعم الوكيل وإنا لله وانّا إليه راجعون يرحمك الله اخي وخليلي مضيت صابرا مجاهدا وافتقدك الجميع اهلا واخوة. معذرة اليك عن كل تقصير في حقك علت همتك فترجلت بعد معاناة نسال الله ان تكون تخفيفا وتكفيرا للذنوب نعم الرفيق كنت ونعم الصاحب، اختارك الله تعالى ابتلاء ولم تشتكي فاراحك من فتن الدنيا واستمر امتحاننا الى اجل لا يعلمه الا هو فلك الرحمة باذن الله ولنا الدعاء حتى نلقى الله ثابتين غير مغيرين هانت الدنيا بعدك وانكشفت فلم تكن شيئا بل هي اليوم عندي عبئا لا قبل لي به وعناء لا رغبة لي فيه .اسال الله تعالى الا يفجعني في عزيز بعدك ما أجمل الايام التي قضيناها معا في السودان حيث تعارفنا، تقاسمنا فيها شظف العيش ونشوة الصبر والانتصار، اشتركنا في الهموم والبرامج والطموحات و خلالها وبعدها لم نقدر على اقناعك بغير ما ندبت نفسك له حيث زهدت في الزواج مثلما زهدت في الخروج من تلك البلاد فامضيت عشرين عاما لا ينقصها شيء فلعلك كنت تستشرف قدرك فأبيت ان تتعب من بعدك كشأني بك عزيز النفس خفيف الظل يا سيدي!! ما شأن المشروع الذي حملناه معا منذ نعومة الاظفار في الوطن وخارجه، حلا وترحالا هل تركته ثقة فينا ام يأسا منا؟ انا اليوم يا سيدي امامك ومعك اذكر حمدة بن هنية وحمادي حبيق وعبد الواحد العبدلي وصلاح الدين باباي وغيرهم اخوة عرفتهم من قريب فما ادري غير فضلكم سببا في مضييكم وبقائي انا والله يا سيدي لا ادري ما اقول، حسبي ان الاختيار كان اختيار رب رحيم لا يظلم احدا وان الاجال بيده والا لقلت اني اولى بك مضيا وأنك أولى مني بقاء حتى تنجز ما نذرت نفسك له نجحت فيما ندبت نفسك له من طلب للعلم فادركت قمته وانبريت تعلم غيرك وتعد نفسك لقادم التكاليف والواجبات يرحمك الله يا اخي ، كانت امنيتي ان نجدد العهد لقاء ولكنها يد المنون. كان اخر عهدي بك سنة 1998 في الخرطوم والتقينا قبلها في دمشق سنة 1996 وكان لكل لقاء وهج لا يفتر وطعم لا يزول وحديث لا ينقطع املي في الله ان يقبلك شهيدا فتفوز وان يرزقني مثلك حسن الخاتمة اعذرني يا سيدي فانا ماكتبت قبل هذا واجدني لا اقدر ان اوفيك حقك، فخري اني كنت من اهل ثقتك وكربي أن مصابي فيك لا يندمل سبقتنا ونحن نغبطك ونسال الله ان يغفر جميع ذنوبك وينقيك من الخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس فجعنا فيك يا اخي فلعل الله يرزقنا الصبر حتى نلحق بك غير مبدلين ولا مغيرين يرحمك الله يا اخي ويفعل الله ما يشاء ويختار في شاننا انا لله وانا اليه راجعون اخوك جلول، وفاء لاسم لم تدعني بغيره فيما اذكر سلامي الى كل اخوتي الذين يشاركونني ما قلت فيك ودعائي لهم بالصبر ولا حول ولا قوة الا بالله