تحت شعار "حينا يقرأ .. حينا يرقى" بادرت لأول مرة المغارة العامة بتخصيص الفضاء الخارجي لفرع حي ابن خلدون لعرض وبيع الكتب وذلك لتشجيع المستهلك على الغذاء الفكري إلى جانب الغذاء البطني . وتأتي هذه البادرة الطيبة انطلاقا من سعي المركز التونسي للكتاب في إرساء تقاليد جديدة تشجع القارئ على اقتناء الكتب وتشجع أيضا العائلات على تعويد أبنائها على المطالعة، وفي غياب معارض الكتاب وندرة المكتبات المختصة ، حققت هذه التجربة الأولى نجاحا منقطع النظير حيث خلق هذا المعرض المصغر للكتاب ، حيوية كبرى إذ تفاعل معها الأهالي وتجاوب مع هذه البادرة التي تدل على وعي المستثمر بقيمة الزاد الفكري. ووضع المشرفون على الجناح كراس للملاحظات لإبداء الرأي فكانت المفاجئة كبرى حيث سارع المهتمون بالشان الثقافي وبالكتاب بصورة أدق إلى تدوين ملاحظاتهم ومن المقترحات رصدنا طلب عديد الزوار تعميم هذه البادرة في أغلب الفضاءات التجارية باعتبارها تقرب الكتاب من المستهلك كما أقترح البعض جملة من العنواين مثل الكتب الدينية والمراجع وكتب العلوم وكتب اليسار وكتب ومعاجم الفلسفة ، أيضا تسائل البعض عن امكانية توفير مؤلفات الدكتور الراحل إبراهيم الفقيه وأحلام مستغانمي وبلقائنا مع المشرفين على الجناح أكدوا لنا أنهم سيسعون إلى تلبية جميع الطلبات وتوفيرالعناوين المطلوبة ناهيك وأن المعرض يقام بمشاركة دور نشر تونسية وأجنبية . وفي جولة صغيرة داخل الجناح فاجأنا المشرفون عليه بأنهم وضعوا على ذمة القراء 25 ألف عنوان من معاجم ومجلدات وموسوعات وقواميس وكتب أطفال وكتب البرامج الدراسية والجامعية الموازية وآخر الإصدارات التونسية والعربية ورغم ذاك فقد اعتبرت غير كافية مقارنة بطلبات الزوار وتنوع اتجاهاتهم . . وتبعا لنجاح هذه التجربة في ظل غياب معرض تونس الدولي للكتاب واستجابة لنداء الفعل والعمل والمساهمة في دفع عودة الحياة الثقافية إلى سالف إشعاعها بدعم الكتاب وتقريبه من القارئ في المساحات التجارية الكبرى ، فقد تم التفكير في تعميم التجربة بجميع فروع المغازة العامة وبروموقرو وذلك على امتداد سنة 2012 . ويتواصل معرض المغازة العامة بحي ابن خلدون إلى غاية 4 جوان 2012 لينتقل إلى ساحة المغازة العامة بحي الزهور من 05 إلى 17 جوان ومنه إلى المغازة العامة بوسط العاصمة من 19 إلى 30 جوان وآخر المحطات ساحة المغازة العامة بالحي الأولمبي من 02 إلى 17 جويلية . والسؤال المطروح لماذا هذا التنقل من مكان إلى آخر والأجدر أن يتم تركيز فروع قارة بكامل المغازات لكي لا يكون معرض الكتاب " مؤقت" مثله مثل الحكومة ؟