الدار البيضاء - لم يستغرب كثير من زوار المعرض الدولي للكتاب في مدينة الدارالبيضاء بالمغرب العودة الملفتة للكتاب الإسلامي هذه السنة على عكس السنوات الماضية؛ وهو الأمر الذي عزاه مشرفون على بعض دور العرض إلى تغيير وزير الثقافة.
وبجانب الكتاب الديني يشهد المعرض الذي يختتم فعالياته اليوم الأحد حضورا قويا للكتب الصادرة باللغة الأمازيغية. طالع: فلترة الكتاب الإسلامي بمعرض الدارالبيضاء
ويفيد مشاركون في المعرض بأن دار نشر واحدة منعت من المشاركة، وهي دار "العاصمة" للنشر والتوزيع؛ بدعوى نشرها كتبا تحض على التطرف. ولم يستن ل"إسلام أون لاين.نت" التأكد من الأمر لتعذر الاتصال بمديرية المعارض في وزارة الثقافة. وكان وزير الثقافة السابق محمد الأشعري وعضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قد أثار زوبعة في فبراير 2007 بمنعه أكثر من 50 دارا للنشر من المشاركة، بدعوى عرضها كتبا "تشجع على التطرف". وسبق له في عام 2000 أن منع إحدى دور النشر من عرض المصحف القرآني برواية حفص بدعوى "الحفاظ على القراءة المغربية برواية ورش". وحلت مكان الأشعري في حكومة عباس الفاسي الحالية ثريا جبران الممثلة المغربية المعروفة. سمة التنوع عبد الصمد حيكر النائب البرلماني السابق عن حزب "العدالة والتنمية" يقول ل"إسلام أون لاين.نت": "إن الكتاب الديني حاضر هذا العام بشكل يليق بمكانته". "الزائر لأروقة المعرض يتأكد من أن التنوع هو سمة معرض هذه السنة، حيث تحضر كل أمهات الكتب بجانب الإصدارات الجديدة في مجالات السياسة والاقتصاد والأدب والكتب الموجهة للأطفال"، كما يضيف النائب السابق. وهو ما يؤكده الشاب الملتحي عبد الحميد سامر أحد زوار المعرض بقوله: "إن هذا المعرض يمنح هامشا من الحرية للجميع، وهو ما يعكسه تنوع المعروض". إقبال متميز الحضور القوي للكتاب الديني لا ينبع من مواقف إيديولوجية لدور العرض. "السبب الرئيسي في تنافس دور المعرض على تقديم الكتاب الديني هو كونه الأكثر مبيعا، حيث يساهم في تحقيق أرباح مقنعة في ظل أزمة القراءة في المغرب والدول العربية عامة"، كما يوضح السيد محمد المغربي مشرف مبيعات دار الثقافة للنشر والتوزيع. وبحسب "المغربي" فإن الضغوطات التي مارسها الإعلام المغربي على وزارة الثقافة العام الماضي نجحت في فك الحصار عن الكتاب الديني هذا العام، وهو ما ساهم في تحقيق بعض دور النشر أرباحا مميزة. لا تحزن.. في المقدمة ومن بين الكتب الدينية يلقى كتاب "لا تحزن" للدكتور عائض القرني، وكتب التراث الإسلامي نسبة إقبال مرتفعة، إذ يقبل القراء بنهم شديد على "رياض الصالحين"، وكتب ابن القيم وابن تيمية ومقدمة ابن خلدون. كما عاينت "إسلام أون لاين.نت" إقدام زوار المعرض على اقتناء مجلدات "لسان العرب" الذي حدد ثمنه في المعرض بما يعادل 45 يورو. وباتت الكتب والأقراص المضغوطة الموجهة للأطفال تشكل "الحصان الرابح" بالنسبة للدور المشاركة في المعرض، حيث تحقق لهم جزءا من الأرباح في ظل إقبال الأطفال رفقة عائلاتهم عليها بشكل لافت. حضور "الأمازيغي"
الكتاب الأمازيغي..حضور متميز
وإلى جانب الكتاب الإسلامي تشهد أروقة معرض الدارالبيضاء هذه السنة حضورا متميزا للكتاب الأمازيغي. ويقول المشرف على رواق "الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي" (أمازيغية) عمر إذثنين: "إن المعرض هذه السنة منح هامشا أوسع للثقافة الأمازيغية سواء للجمعيات الأهلية أو للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية (رسمي)". ويعتبر "إذثنين" في تصريح ل"إسلام أون لاين.نت" أن "هذا الحضور يعكس الحركية التي باتت تشهدها القضية الأمازيغية على الساحة السياسية والإعلامية في المغرب، بعد سنوات من الإقصاء والتهميش". وإضافة إلى معروضات الجمعية من كتب تتحدث عن الثقافة الأمازيغية بمختلف تجلياتها، يشهد رواق المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية تقديم بعض منشورات المعهد من أبحاث ودراسات عن الحضارة الأمازيغية المغربية. وعاينت "إسلام أون لاين. نت" حضورا متميزا للكتب والملصقات الخاصة بتعليم اللهجات الأمازيغية بخط "تيفيناغ" التقليدي. وتلقى هذه الكتب إقبالا "معقولا" بحسب ما اعترف به أحد الباعة في دار "إدي سوفت" التي تعرض عددا من تلك الكتب التعليمية. وينظم معرض الدارالبيضاء في شهر فبراير من كل عام، ويشارك فيه نحو 500 دار نشر يقبل على معروضاتها ما يزد عن 700 ألف زائر على مدار عشرة أيام، كما تفيد أرقام وزارة الثقافة.