إنّه حقا حدث مريع زلزل كياني... إعدام الرئيس الشرعي للعراق والزعيم العربي المناضل شهيد العروبة والاسلام: «صدام حسين» في فجر عيد الاضحى ببغداد!!! نعم ببغداد مدينة المنصور قاطع دابر الاطماع الفارسية ثم مدينة الرشيد الذي سار على درب جده.. ثم مدينة صدام الذي حارب الصهيونية وتصدى للصفوية وصمد في وجه امريكا واذنابها الى اخر لحظة من حياته. ان عنوان مقالي هذا لا يفهم الا بعد ان انقل هذا النص الذي وجدته في كتاب التاريخ لتلاميذ السنة الثانية من التعليم الثانوي الصادر عن المركز القومي البيداغوجي نشر سنة 1977، والذي كتب عليه هدية العراق الى القطر التونسي الشقيق تأليف « فاضل البكوش» و»علي الحوسي» النص موجود بالصفحة 28 وجاء فيه: «عند تولي نقفور حكم بزنطة رفض دفع الجزية وارسل الى الخليفة هارون الرشيد بكتاب مهين طلب ان يعيد له الجزية التي كانت قد دفعت له فاجابه الرشيد بما يلي: «باسم الله الرحمان الرحيم، من هارون أمير المؤمنين الى نقفور كلب الروم، قد قرأت كتابك يابن الكافرة والجواب ما تراه دون ان تسمعه. والسلام». وحاربه حتى اجبره على دفع الجزية عن نفسه وعن افراد اسرته الى جانب جزية عامة». وبقطع النظر عن اي شوفينية مقيتة وانا ابن اليسار الذي يدافع عن قيم انسانية لا تخص امة بعينها، اصرح ان تدريسي لهذا النص لتلاميذي خلال الثمانينات كان يثير لدي ولديهم شعورا بالاعتزاز... اعتزاز الانتماء لامة عربية اسلامية تعشق الاباء وعزة النفس الى حد القداسة ولكنها ايضا لا تهين الخصوم والاعداء اذا وقعوا بين يديها (اسر لويس التاسع ملك فرنسا بمصر ثم اطلاق سراحه، ارسال صلاح الدين الايوبي بفرس كهدية الى ريتشارد قلب الاسد ملك انقلترا عندما فقد فرسه في احدى المعارك ضد صلاح الدين بالذات). ان مصابنا الجلل اليوم مدروس بدقة من قبل الاعداء الذين يريدون قتل ما تبقى من مقاومة عربية داخلنا... نعم داخلنا اي في كمائن كمائننا. ان اغتيال صدام بتلك الطريقة محاولة لوئد وجداننا جميعا ولكن العار كل العار لحكام العرب الميؤوس منهم سلفا، باستثناء موقف الرئيس الليبي المشرف، تأخرت ردود البعض وكانت محتشمة جدا. اما غالبيتهم فقد فضلوا البقاء على حال النعامة الخائفة والتي تكتفي بدس رأسها في الرمال تاركة جسدها عاريا ولكن المفارقة الغريبة ان النعامة الخائفة قد تمكنت من تلجيم جزء هام من الرأي العام العربي والجماهير العربية. ما اشبه وضعنا اليوم كجماهير عربية بوضع المرأة التي قالت لزوجها الجبان والمستبد: «أسد عليّ وفي الحروب نعامة!!!»