أسدل الستار يوم الإثنين 09 أوت 2010 على الدورة 18 لمهرجان الياسمين برادس مع السهرة الإختتامية "جوهر الحسن" للفنان فوزي بن قمرة معلنة بذلك عن انتهاء مهرجان الإبداع الشبابي بعد أكثر من شهر 15 (عرضا) من الفن والطرب والمسرح والأجواء المهرجانية. مهرجان الياسمين برادس يتجاوز السنة الثامنة عشرة بخطى واثقة رغم بعض العقبات والصعوبات التي وجدتها الهيئة المديرة، وذالك بفضل الإصرار ووضوح الرؤية لدى إدارة المهرجان، وإيمانها المطلق بالطريق الذي خطته ألا وهو ترسيخ الثقافة المسرحية والفنية لدى الجمهور التونسي خصوصا الشباب لكي تنمي فيهم روح الفن الأصيل من خلال تقديم سهرات فنية ومسرحية راقية ومتنوعة واللون التونسي دائما في الصدارة. وتميز المهرجان هذه السنة، بنقلة نوعية من حيث العروض المقدمة طربية كانت أو مسرحية أو شبابية لتكون الدورة 18 دورة الإقناع وبلغت درجة كبرى من الحرفية في التنظيم والبرمجة مما زاد من إشعاع المهرجان ومزيد إقبال الجمهور والتجاوب معه. سهرة الافتتاح، التي حملت عنوان "عمري للفن"، خصصت للإحتفال بمائوية محمد الجموسي. وتم الإعتماد في هذا العرض على الشباب التونسي المبدع في الساحة الثقافية والفنية بقيادة الفنان أنيس القليبي ومشاركة ثلة من الفنانين الشبان المتألقين على غرار شهرزاد هلال وريحاب الصغير وألفة البرهومي وعماد عزيز وسفيان الزايدي وروضة بن عبد الله ومحمد دحلاب وحمزة جراية وأسامة قلالة ومحمد علي شبيل. وشهدت هذه السهرة إقبالا جماهيريا كبيرا كما لاقت صدى طيبا لدى جميع الأوساط الفنية والإعلامية. كما كان مهرجان الياسمين برادس على الدوام سندا للمسرح التونسي وقد اكتسى هذا التوجه بعدا خاصا هذه السنة ببرمجة 07 عروض مسرحية من جملة 15 عرض احتواها برنامج الدورة 18 لمهرجان رادس. حيث انطلقت سلسلة العروض بمسرحية "تونسي.كوم" لجعفر القاسمي ثم مسرحية "صنع في تونس Made in Tunisia" للطفي العبدلي ومسرحية "غلطة مطبعية" لعاطف بن حسين وجمال المداني. كما تمت برمجة المسرحيات الجديدة التي ميزت موسم 2010 مع المسرحية الحدث"براني على برة" للفنان رياض النهدي ومسرحية "ايجا وحدك" لريم الزريبي و"فرصة لا تعاد لسعاد بن سليمان. كما بُرمجت ثمانية عروض غنائية أغلبها شبابية ومائة بالمائة تونسية. وتمثلت هذه العروض في عرض أوبيرات "عمري للفن" ثم سهرة الطرب مع الفنانة نورة أمين والفنانة ألفة بن رمضان. وكان للفن الشعبي والبدوي حضور متميز مع الفنان المتألق عبد الرحمان الشيخاوي. كما استمتع الجمهور بسهرة لاتنسى من حيث الأجواء والأداء وجمالية العرض مع الفنان نور شيبة الذي أمتع الجمهور الحاضر بأعداد غفيرة فاقت كل التوقعات. وبخصوص السهرات الإيقاعية كانت بدورها حاضرة في مهرجان رادس مع سهرة "الدي دجي" والراب التونسي علما وأن سهرة الراب لمجوعة "ماسكوت" قد ألغيت لأسباب خارجة عن نطاق إدارة المهرجان. كما كان للطفل حضور في مهرجان رادس من خلال سهرة "ستار صغار" مع عمي رضوان. الاختتام كان من نصيب فنان غاب قرابة 9 سنوات عن الساحة الفنية لكنه لم يغب عن قلوب محبيه ونعني بالذكر الفنان المتميز فوزي بن قمرة الذي كان حاضرا في مهرجان رادس في السهرة الإختتامية مع عرض الحسن ليكون خير ما يسدل به الستار على الدورة 18 لمهرجان الياسمين برادس، دورة الإبداع الشبابي. العرض الإختتامي شهد نجاحا على جميع الأصعدة مع حضور جماهيري كبير وأداء متميز للفنان فوزي بن قمرة صحبة فرقته الموسيقية. باختتام الدورة الثامنة عشرة لمهرجان الياسمين برادس، يمكننا الجزم بأن هذا المهرجان أصبح يتبع منهجا جديدا يتميز بدرجة كبيرة من الحرفية والإتقان والجدية على جميع الأصعدة وهو ما يؤهله لأن يطمح بأن يكون ضمن المهرجانات الدولية. ويعتبر هذا الطموح شرعيا باعتبار توفر عدة عوامل مشجعة أهمها السمعة الطيبة التي يحضى بها المهرجان لدى الإعلاميين وأهل الفن وكذلك متساكني الضاحية الجنوبية والجمهور العريض عموما وكذلك لدى المستشهرين.