مباشرة بعد انتهاء المسلسل التاريخي »يوسف الصديق« والنجاح الجماهيري الكبير الذي حققه منذ بداية عرضه في شهر رمضان المعظم وهو ما أكدته آخر نتائج نسب المشاهدة التلفزيونية وكذلك للصدى الطيب والكبير الذي تركه لدى شرائح واسعة من المشاهدين وجمهور الكبار والصغار والناشئين علي حد السواء تواصل قناة نسمة إمتاع مشاهديها بهذه النوعية من المسلسلات التي تمتاز بقيمتها الفنية ورقي أسلوبها الدرامي وسمو مضامينها التاريخية والعلمية والدينية والتربوية واللغوية والاجتماعية والأسرية وبجمالية الرؤية الإخراجية وحرفية الأداء وضخامة الإنتاج وكذاك التشويق على مستوى القص التلفزيوني المستلهم من النص القرآني أولا ثم كتب التفاسير والفقه والأساطير القديمة... وتبث انطلاقا من 08 أكتوبر الجاري المسلسل التاريخي »ابراهيم خليل الله« الذي يروي قصة النبي إبراهيم الخليل عليه السلام حسبما ورد في القرآن الكريم منذ ولادته وكيفية نزول الوحي عليه وصراعه مع طاغية عصره النمرود ورفضه لعبادة الأصنام التي قام بتحطيمها وزواجه من سارة التي أنجبت له إسحاق، وهاجر التي أنجبت له إسماعيل وكلاهما من الأنبياء... مرورا بهجرته إلى مكة حيث امتحنه الله بعملية ذبح ولده النبي إسماعيل عليه السلام ففداه الله بذبح عظيم وصولا إلى قيامه وإسماعيل ببناء الكعبة التي شرفها وكرمها الله, كما يروي المسلسل جانبا من حياة النبي سيدنا لوط عليه السلام وقومه الذين هلكوا ودمر الله تعالى مدنهم لأن أهلها من الرجال كانوا يشتهون بعضهم البعض على النساء. القرآن الكريم يذكر قصته مع قومه حيث دعاهم إلى ترك عبادة الأصنام وعبادة الله وحده، فأبوا محتجين بتمسكهم بدين آبائهم، لكن إبراهيم كسر أصنامهم باستثناء أكبر تلك الأصنام أثناء غيابهم وعندما اكتشفوا ذلك قرروا حرقه في النار إلا أن مشيئة الله جعلت من النار برداً وسلاما عليه. سأل إبراهيم الخليل ربّه أن يهبه ولدا صالحا، فبشّره الله عز وجل بغلام حليم، وهو إسماعيل، الذي ولد بينما كان إبراهيم الخليل في السادسة والثمانين من عمره ولذاك فإن إسماعيل هو الولد البكر لإبراهيم من هاجر ويقول الله عز وجل »وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين، ربّ هب لي من الصالحين، فبشّرناه بغلام حليم...« ويذكر القرآن كذلك أن إبراهيم رأى في المنام أنه يذبح ابنه إسماعيل ولأن رؤيا الأنبياء تعتبر وحيا لم يتردد إبراهيم وابنه في تنفيذ هذا الأمر فما كان من الله إلا أن افتداه بكبش عظيم.