منذ أن انطلقت السنة الدراسية 2010 2011 ونحن نعاني من تأخّر وصول القطارات يوميّا ما بين 15 دقيقة و20 دقيقة أمّا يوم الجمعة 15 أكتوبر 2010 فقد وصل هذا التأخير إلى رقم قياسي ساعة كاملة في مسافة 24 كم وعند وصوله المحطّة النهائية تطلب شهادة تأخير فلا تجد غير موظفة واحدة في مكتب الإرشادات والإكتظاظ وصل إلى حدّ 500 شخص ممّا يتوجبّ عليك أن تترقّب عشرين دقيقة أو أكثر لتحصل على هذه الشهادة
وقد تفسّر هذه الممارسات بشيء واحد وهو عدم الإكتراث بالمسافر وبمصالحه وخاصّة عندما يكون تلميذًا يجب عليه الحضور في الوقت المحدّد
والأغرب من ذلك أنّك لا تجد مسؤولا تتحدّث إليه لأنّ إدارة الأحواز الجنوبية موجودة في حمام الأنف والمشاكل تحصل في تونس العاصمة
توجّهت إلى مكتب رئيس المحطّة لأطلب منه حلاّ لمشكلة إسناد شهادة التأخير حتى أتفادى تأخيرًا اضافيا فكان ردّ العون المكلّف بالحركة ومن معه »هذا هو الموجود، إشْكِ للرئيس المدير العام« وقال لي آخر ممّن كان معه »ما عادش تاخذ القطار« وأوصد الباب في وجهي
عندما تشاهد التلفاز وهو ينقل مباشرة مأساة عمّال المناجم في الشيلي ورئيس البلاد يشرف شخصيا على عمليّة الإنقاذ ويحتضن العمّال الناجين ينشرح صدرك، وعندما يتصرّف عون مكلّف بالحركة وآخر مكلّف بمتابعة المعدّات الحديدية فإنّك تلحظ الفرق الشاسع، لنقارن أنفسنا بالشركة الوطنية للسكك الحديدية الجزائرية والمغربية فكلّ منهما تتصرّف في مسافة 600 كلم مكهربة
المغرب وحدها أنجزت كهربة الخط الحديدي بين فاس والدار البيضاء منذ السبعينات ونحن نحلم بكهربة مسافة لا تتجاوز 24 كلم إضافة للحوادث المؤلمة والمتكرّرة وأسبابها معروفة لدى الجميع
لذا نطلب وبكل لطف من السيد وزير النقل تكوين لجنة وطنية لمعالجة أسباب التأخير اليومي لكل السفرات لأنّ هذا التأخير ينعكس سلبًا على كلّ المصالح الإدارية وخاصة على أبنائنا في المدارس والمعاهد والجامعات، وكذلك القيام بتحقيق في سوء المعاملة من طرف بعض الأعوان الذين أساؤوا لسمعة المؤسسة