قطار سريع وجديد.. يحمل كافة مواصفات الرفاه، يدخل النشاط على الخطوط البعيدة تونس الصباح: اقتنت الشركة الوطنية للسكك الحديدية في الفترة الاخيرة قطارات سريعة تتميز بمواصفات عصرية وعالمية، وذلك في اطار تنفيذ برامجها الرامية الى تطوير النقل العمومي الحديدي استجابة لطلبات المواطنين في هذا المجال، وعملا أيضا على النهوض بالنقل العمومي الذي بات يمثل استقطاب المسافرين نظرا لمميزاته الخاصة بالسلامة والسرعة ولمردوديته العالية سواء على البلاد أو على جيب المواطن في ظل تنامي أسعار المحروقات. الشركة الوطنية للسكك الحديدية شرعت منذ أول أمس في تشغيل القطار الجديد على الخط الرابط بين تونسوسوسة ودعت عددا من ممثلى الصحافة الوطنية للمشاركة في أول رحلة لهذا القطار. فماذا عن مميزات هذا القطار السريع الجديد؟ وما هي الخطوط التي ينتظر أن ينشط عليها؟ وماذا عن كلفة القطار الواحد؟ وبماذا يتميز عما سبقه من أنواع القطارات المستعملة؟ توازنات الشركة وانعكاستها على تطورات النقل الحديدي السيد المولدي الزواوي المدير المركزي لوحدة نقل المسافرين بين المدن التقى أول أمس بممثلى الصحافة الوطنية داخل محطة برشلونة وذلك في لقاء صحفي خاطف. فبين أن وزارة النقل وضعت منذ سنة 1996 مخططا استراتيجيا للنقل كان من ضمنه تأهيل الشركة الوطنية للسكك الحديدية. وأفاد في هذا الصدد أنه ومنذ انطلاق عملية التأهيل استطاعت الشركة أن تسترجع توازناتها المالية بشكل تدريجي، ففي سنة 2000 كان مستوى الخسائر في حدود 20 مليار من المليمات، لكنها وبفضل تضافر جملة من الجهود والانجازات والتطوير في الآداء تراجعت هذه الخسائر لتنحصر في مستوى 0 فاصل 800 مليار من المليمات. وبين السيد المولدي الزواوي أن هذا المسار التأهيلي للشركة قد واكبته جملة من الانجازات والمشاريع سواء منها ما تعلق بتطوير البنية الاساسية للسكة الحديدية أو ما يحيط بمسارها والتقاطعات التي تمر بها مع الطرقات. وافاد في هذا الجانب أن جملة من الانجازات قد تمت على امتداد هذه السنوات تمثلت في بناء الجسور والممرات التحتية وكذلك بتطوير السكة الحديدية وتحسينها وتجديدها على مسافات طويلة وهامة. وأفاد أن كل هذا مثل مرحلة هامة لتطوير الشركة وآدائها وكانت له انعكاسات جد ايجابية على نقل المسافرين والبضائع، ومثل في العموم انتعاشة وبلوغ توازن مالي لها، الشيء الذي جعلها تدخل مرحلة انجاز جملة من المشاريع مثل كهربة الخط الضحوي الجنوبي، وتطوير النقل وتحسينه عبر قطارات عادية ومسترسلة، واعادة نشاط خطوط سكة حديدية كان قد توقف نشاطها منذ عشرات السنين وأخيرا ارساء مشروع القطار الجديد وما له من انعكاسات ايجابية على تطوير السفرات وسرعتها ورفاهها مما يسمح الآن بتحقيق حركة دؤوبة للقطارات بين تونسوسوسة وذلك بمعدل سفرة كل ساعة. اسطول النقل الحديدي وأفادت مصادر أخرى من الشركة أن تأهيل قطاع النقل الحديدي في تونس ساهم ايضا ويشكل بارز في تطوير التشغيل والمساهمة في مواجهة البطالة، كما فتح آفاقا جديدة وواعدة بإعادة تشغيل بعض الخطوط مثل خط توزر لنقل المسافرين. ويجري أيضا الشروع في انجاز مشاريع كبرى لتأسيس مسلك خاص بقطارات الاحواز الجنوبية وذلك في انتظار كهربته. الرحلة الاولى للقطار الجديد باتجاه سوسة تم في حدود الساعة العاشرة والنصف من صباح أول امس انطلاق اول رحلة للقطار السريع الجديد لنقل المسافرين باتجاه مدينة سوسة. الرحلة اشرف على انطلاقها من محطة برشلونة الرئيس المدير العام للشركة، وجمع من الإطارات، كما سافر عبرها بمعية المواطنين عدد أخر من فنيي واطارات الشركة وعدد من الصحافيين الممثلين للصحافة الوطنية. ومنذ انطلاق رحلة القطار الجديد شعر جميع من كان على متنه بأن أجواء غير معتادة وجديدة قد صاحبت هذه الوسيلة. حيث كان التكييف هاما والاسيجة واسعة ومريحة والسرعة هامة علاوة على غياب ضجيج المحركات ودويها الذي كان يعيشه المسافر عند امتطائه القطارات الاخرى. وجملة هذه الجوانب قد مثلت نقلة نوعية في النقل الحديدي، ارتاح لها الجميع، خاصة وأن هذا القطار يتميز بجملة من الميزات الاخرى الهامة التي تجعله قريبا جدا من المترو الخفيف الجديد الذي انطلق نشاطه في بداية السنة الفارطة. ولعل جملة هذه الميزات المتوفرة في القطار الجديد والتي عيناها عبر هذه الرحلة ما كانت لتحصل لولا كراس الشروط الدقيق والجديد الذي حدد جملة هذه المواصفات في هذا القطار الانموذج والهام. وفوق كل هذا فإن الذي لفت انتباه الركاب أن القطار يتمتع بانسياب هام وسرعه تصل الى 130 كلم في الساعة، وهو ما لم يقع تحقيقه مع كافة القطارات السابقة حتى المسترسل منها. هذه الرحلة الى سوسة قد تحققت بنجاح وبربح في الوقت فاق 25 دقيقة عن بقية القطارات الاخرى. وهو ربما ما سيفسح مجالا لهذا القطار لاستقطاب مزيد من المسافرين الذين كانوا يعولون في تنقلاتهم اليومية على سياراتهم الخاصة. وصول القطار الى محطة سوسة القطار السريع الجديد طوى الارض طيا ليحل بسرعة بمحطة سوسة حيث استمع الوفد الصحفي المرافق للقطار إلى جملة من التوضيحات والبيانات الخاصة بالاساليب التي وضعت لاستقبال المسافرين والقطار، وهو برنامج خاص تمت فيه مراعاة جملة من الجوانب كان قد أوضحها رئيس المحطة ابتداء من ارساء القطار السريع، وفسح المجال له وعدم تقاطعه مع القطارات الاخرى، وخاصة تأمينه الرحلة الى وسط مدينة سوسة دون التوقف حد محطة القلعة الكبرى على غرار القطارات الآخرى. إن ما يمكن الاشارة اليه في علاقة باعتماد هذا القطار السريع الجديد هو أنه مثل في الحقيقة نقلة نوعية في النقل الحديدي وذلك على مستوى الرفاه والسرعة التي يتميز بها، حيث أنه يقطع مسافة تونسسوسة في ظرف ساعة ونصف فقط. وهذا التطور في النقل الحديدي يحصل لأول مرة في تونس. ولعلنا لا نملك إلا أن نؤكد على جميع المسافرين ضرورة المحافظة على هذا القطار وعدم العبث بمحتوياته ذات القيمة العالية والتي لا تختلف في شيء عن القطارات المعتمدة في أوروبا. واذا كانت البداية بسوسة فإن مسافري صفاقس وقعفور سيتمتعون بخدمة هذا النوع من القطارات بداية من مستهل سبتمبر القادم.