منذ السنة الدراسية المنقضية يتعرّض بعض المرشدين التربويين إلى مضايقات واستفزازات متعدّدة من قبل بعض الأولياء وعديد الأطراف ذات العلاقات بالمؤسسات التربوية، فقد حدث أن قام أحد الأولياء بالاعتداء المادي واللفظي على المرشد التربوي بساحة معهد 2 مارس 1934 بقصر هلال بتاريخ 12 فيفري 2010 وعجزت الادارة عن حماية موظفها وامتنعت عن رفع دعوى قضائية لصالحه وهو ما أثار استياء أساتذة المعهد الذين أضربوا عن العمل لمدّة ساعة كاملة يوم 13 فيفري 2010 وبعد 6 أيّام تعرّض المرشد التربوي بمعهد بنان إلى اعتداء لفظي وسبّ الجلالة من أحد الأولياء فقام الأساتذة بوقفة احتجاجية فورية بنصف ساعة أدّت إلى ايقاف الولي من طرف أعوان الأمن. وبعد مرور شهر من الحادثة الأولى ونظرا لتخاذل جميع الأطراف المعنية دخل المرشد التربوي في اضراب مفتوح بمفرده تبنته الجامعة العامة للتأطير والإرشاد التربوي بتونس التي قامت بتحركات مكثّفة انتهت بتدخل شخصي من السيد وزير التربية الذي استنكر الحادثة وطالب بعودة المرشد التربوي لعمله ووعد بتعيين محام للدفاع عنه. وبما أنّ الإدارة الجهوية للتربية بالمنستير لم تفلح في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقاية العاملين بالمؤسسات التربوية من التعرّض للمخاطر، قام ولي ثان بالتهجّم على المرشد التربوي الثاني بمعهد 2 مارس 1934 في أقل من شهرين من الحادثة الأولى، فدخل أساتذة المعهد في اضراب احتجاجي متواصل وامتنعوا عن العودة للتدريس ما لم يتمّ إيقاف الولي ورفضوا كلّ المحاولات التي تمّت لتغيير قرارهم حتى حصل ما أرادوا. أمّا بالمدرسة الإعدادية الفتح بجمال، فقد نتج عن إحالة تلميذين على مجلس التربية، واتخاذ المجلس قرار الرفت النهائي بشأنهما ان وصلت المرشد التربوي رسالة تهديد مجهولة المصدر. فقام بإرسال نسخة منها إلى الادارة الجهوية للتربية لكن شيئا لم يحدث كالعادة، لكن الرسالة الثانية مجهولة المصدر التي كتبت في شخص المرشد التربوي حُظيت بكل المتابعة والعناية. وحلّ متفقد إداري بالمدرسة الاعدادية للبحث والتحقيق فيها وهو ما أثار ردّة فعل من الأساتذة الحاضرين فأصدروا بيانا عبّروا فيه عن تضامنهم مع المرشد التربوي. وأخيرا تقرّر إحالة المرشد التربوي بمعهد بنبلة على مجلس التأديب بسبب أخطاء فادحة ارتكبها المدير السابق للمعهد حسب المعطيات المتوفّرة لدينا حاليا. أمّا عن المشاكل الحقيقية التي يواجهها القطاع والظروف الصعبة التي يعمل فيها المرشدون التربويون، فلا يبدو أنّ هناك نيّة واضحة لمعالجتها ولنا عودة للموضوع. محمد العمراني كاتب عام مساعد للفرع الجامعي للتأطير والإرشاد التربوي بالمنستير