يمتلئ أحدهم همّا وكمدا إلى حدّ العنق أحدهم يمتلئ وحلا الى ما فوق الضّلوع هو نفسه يمتلئ غازا وفحما من الغروب الى الغروب ومن الطلوع الى غروب الطلوع هو نفسه ثانية يمتلئ جوّاوسمّا وبطشا ويمتلئ غبنا وغمّا وغيظا وغيما أيضا ويمتلئ غدرا ويمتلئ إلى أن يحترق كبد شظية تدفن الافق تحت أقدام الأفق سيدي بوزيد، سيدتي تونس هل بضدّ من نحن نحيا؟ أم حتى في شبه محرقة الحياة لا نحيا؟ كيف لطّخنا آخر نسخة من نسخ الحق لطّخنا؟ وحتى كذبة الحق وخدعة الحق وخرقة الحق وجثة الحق وحرمة الحق أحرقنا سيدي بوزيد، سيدتي تونس كيف أخرسنا كلّ شموس الحرية في أنفسنا؟ كيف أخفينا عن القمر أبناءه العدم المبين وأخواته وأزواجه وأضعافه وبناته الثكلى ولماذا تتقرب الآلهة من الشعب كلما أصبح القربان آلهة اقرب الى الشعب من السماء؟ كيف لم ننفذ إلى دررنا النفيسة في كوننا السحيق؟ وخرجنا على أنفسنا بكامل زينة الوحش البديع؟ كأنّا خلقنا في البرلمانات العجيبة ثم رمينا الطريق إلينا في الانفجار العظيم ما أقبح العروس اذا نامت بثوب الاحتفال واستيقظت بثوب الاحتفال واستحمّت بثوب الاحتفال وأنجبت يوم الاحتفال بثوب الاحتفال وطبخت الاحتفال للعيال بثوم الاحتفال وهتفت في الشعب بشعب الاحتفال وهزمت جيش الاحتلال بجيش الاحتفال وشجّعت فريقها الام بركلة احتفال وانتحرت احتفالا بالاحتفال وماتت في الاحتفال وشيّع ثوب احتفالها بافتعال الاحتفال وانتقلت الى كوكب الاحتفال الى جوار ثوبها سيدي بوزيد، سيدتي تونس كيف أصبحنا وحدات تدخل خاص ضدّ أشباحنا؟ وغدرنا بكل جماعات أنفسنا باسم الدّول؟ وباسم الدّول نصبنا المشانق لاعمدة الكهرباء وشغّلنا الوقود النووي بأفئدتنا رغبة في ستر البقاء وتعالى صراخنا بالدّعاء: الفناء، لا شيء غير الفناء سيدي بوزيد، سيدتي تونس من سوف ينقذ من؟ سيدي المحتفل، سيدتي الاحتفالات من سوف ينقذ من؟ سيدي الإنجاز، سيدتي الإنجازات منْ؟ سوف! يذكر!