هل كان يحلم بوعد آخر من الرّيح غير ما سيحدث في الفصول الآتية، تعقبها جنائزية الخريف هل كان يحلم بتعديل المشهد الآتي أم بموتٍ هادئ يلغي خيبة السّنوات الشاغرة في عينيه أين يتوارى الجرح بقايا طفولة وأطلال بيت عتيق وكلّ المدن التي أجهشت باليتامى والفقراء... ❊ ❊ ❊ ستعلن حزننا مطرًا للشتاء القادم صخب الصّمت على شفاهه غبار معبد »دلفا« الفلاسفة العراة، الشعراء السكارى. رجّة الأسئلة المحرقة هل عرفنا أصل الرّغبة فينا؟ أم طرقنا أبوابًا موصدة؟ وهل عرفنا من ملأ الكأس التي شربنا... وأين يمضي كلّ الذين زادوا عن حاجة المدن؟ ❊ ❊ ❊ ستعلن حزننا مطرًا للشتاء القادم قطار الذّاكرة في منتصف الجرح تماما، يغيّر وجهة الحنين إلى السّماء. ❊ ❊ ❊ أغنية قديمة، ضوء خافت أشعّة تمتدّ كالحزن، تعكّر صفو الحلم في عيون صغيرة وخائفة، في انتظار الدّم القاتم كانت الأرض قد هيّأت نفسها للجنازات لا مجال الآن لنعدّل أوتار المدن، التي جهّزت لنا أكفانا من الياسمين والغبار، تماثيل نشبهها وما تيسّر من وصايا الأصنام. ❊ ❊ ❊ ستعلن حزننا مطرًا للشتاء القادم هل كان يحلم بتعديل المشهد الآتي؟ عليه أن يمضي الآن، فهناك ليل آخر ينتظرنا على شرفات المدن التي لم تحترق بعد في الوجوه التي لم تحترق بعد هناك عيون ترصد أحلام الطّيور، بكثير من التمنّي كنّا نرقب الستائر والنجوم وارتباك الجدران. ❊ ❊ ❊ يا سيّد المدن العالية، اعذر حزننا على الأشياء الصّغيرة اعذر بداوتنا ودهشتنا وتفجّعنا اثر سقوط آخر أوراق التّوت ستعلن حزننا مطرًا للشتاء القادم كان علينا أن نسدّ منافذ الضّوء أن نطلي الشّمس بقتامة المشهد. مدن تبيعنا، شوارع تشترينا في ليالي الصّقيع، مدن تبيعنا الموسيقى موسيقى لابتلاع الجرح موسيقى ليمرّ الخنجر في الخفاء موسيقى ليحلّق الموت فوقنا موسيقى كوقع أحذية الغواني لننسى دهشتنا الأولى مدنٌ تبيعنا الموسيقى نغمةً.. نغمةً رقصةً.. رقصةً تغتال عرائس الفرح الآتي. ❊ ❊ ❊ ستعلن دمنا مطرًا للشتاء القادم والأرض تنزف بالجائعين، والأحمر المنبثق من لحم الفقراء