مازال قطاع النسيج في الساحل يعيش على وقع أحداث خطيرة تهدّد المنظومة الاقتصادية في الجهة وفي البلاد عمومًا... بعد تعمّد طائفة من الأعراف الإمعانَ في اجهاض أحلام المئات من العمّال بغد أفضل في ظلّ الانفراج الحاصل في البلاد بعد نجاح الثورة التي من أهدافها الأساسية تحقيق الكرامة التي تعدّدت محاولات دهسها في الحِقب الأخيرة... ومن هذه المؤسسات »سيتاكس« قصر هلال. ❊ تراكمات هذه المؤسسة التي كانت تشغل أكثر من ألف عامل في بداياتها أصبحت اليوم تشغل أقل من النصف 480 عاملا بفعل طوفان C.C.L تحت شعار التأهيل الشامل والصعوبات الاقتصادية، وما تطلبه ذلك من مضاعفة الجهد المبذول من العمّال وطاقاتهم ممّا أدّى إلى تحرّكات عمّالية عدّة جُوبهت برفض الادارة للحوار من خلال تصلّب وعدم تفهّم متعمّد ممّا أدّى إلى الالتجاء إلى التفقدية الجهوية للشغل بالمنستير التي عقدت جلسة للنظر في مطالب الجانب العمّالي المتمثّلة في تعميم منحة (P.C.S) والمنحة التكميلية للأجر، رفع منحة »الأزرق« وتعميها على العملة والتصنيف الصحيح للفنيين السامين، الالتزام بما جاءت به الاتفاقية المشتركة التي تنصّ على تحديد العمل حسب التصنيف والتخلّي عن المناولة إلى غير ذلك من المطالب التي جُوبهت بالرفض والتملص من الجانب الاداري رغم صدور برقية تنبيه باضراب رافقها ماراطون مملّ من الجلسات سترنا دائما (أي الماراطون) بتهديد ووعيد السيد الوالي وجماعته حسب إفادة الأخ كاتب عام النقابة الأساسية، جلسات أسفرت عن جزء من الاستجابة من قبل الادارة التي سرعان ما نكثت تعهّداتها، ممّا تطلّب انعقاد جلسة أخرى بتاريخ 24 ديسمبر 2010 ولم تكن أحسن من سابقاتها. ❊ أنوار وظلام استمرّ الحال على ماهو طوال الأشهر الأخيرة لسنة 2010 إلى حين اشراقة ثورة جانفي التي كانت محطّة مهمّة في تاريخ المؤسسة وأبنائها الذي حرصوا على أن تسلّم مؤسستهم من أي مكروه وعرضوا أنفسهم إلى المخاطر حفاظا على سلامتها في ظلّ اختفاء محيّر لكلّ المسؤولين وهروب لا مبرّر له سوى الجُبْن حسب إفادة أحد العمّال. ❊ مربط الفرس... بعد أن هدأت الأوضاع نسبيا عادت المؤسسة إلى نشاطها في إطار من الحماس والمسؤولية الأمر الذي شجع النقابة على مواصلة نضالاتها من أجل تحقيق مطالب هؤلاء الأوفياء... وفي الأثناء حصلت مفاجأة كالفاجعة حيث تسرّب للعمّال تقرير رسمي من مصالح المحاسبة يفيد بأنّ امتيازات فوق الوصف حيث بلغت الزيادة سقفا غير مسبوق للمديرين وإطارات الشركة تناهز مجتمعة المليارات اذا تمّ اعتبار المفعول الرجعي للخلاص!! وعندها وقفت الزنقة للهارب ورفع العمّال شعار »يا خدّامة عِسُّو ويَا عْرَاف دِسُّو« ودخلوا في اضراب شرعي بعد أن رفضت الادارة تمكينهم من حقوقهم ومن مبلغ الزيادة المطلوب وهو (150د) يتمتّع بها العامل على أقساط حسب جدولة ارتأى فيها العمّال تجنُّبًّا لمرشح التعجيز الذي تعزفه الادارة التي (كعادتها) رفضت الحوار في تصلّب مقيت أدّى إلى تنفيذ اضراب الأسبوع الماضي وعلى امتداد يومين.. في انتظار عودة الادارة إلى الجادة... ❊ اللاعودة... بدل العودة إلى الجادة سَكَبَ مدير إدارة الشركة المدعو عامر عون الزيت على النار من خلال تصريح لإحدى الاذاعات مساء يوم 12 فيفري الجاري ألهب به حماس العمّال ودفعهم إلى منعرج خطير لا يعلم أحد مداه في ظلّ هذا الاعتصام المستمرّ بمقر المؤسّسة التي وصفها أحد الشبّان بأنّها »داخلة في حيط« ما لم تثب هذه الادارة إلى رشدها ويقلع مسؤوليها عن لهف الملايين بل المليارات التي تقطر عرقا لشغيلة بائسة.