عاشت جزيرة قرقنة في نهاية الأسبوع الفارط يوما حافلا بالنشاط في سبيل الوفاء لشهداء تونس و في هذا الإطار اتصلنا بالأخ عبد الحميد الفهري الكاتب العام للنقابة الأساسية للتعليم العالي الذي أفادنا مشكورا: يوم السبت 19 فيفري 2011 وفي حدود الساعة الرابعة مساء ضمت حافلة و قرابة 50 سيارة و500 شخص تقريبا بميناء سيدي يوسف بقرقنة وقد جاؤوا من العاصمة ومن صفاقس لتقديم تحية الوفاء لأهالي قرقنة عامة لصمودهم في الأيام العصيبة التي سبقت يوم 14 جانفي 2011 ولعائلة الشهيد سليم الحضري خاصة و قد توقفت القافلة التي كانت مزدانة باللافتات المنتصرة للثورة والوفية لدماء الشهداء بكل من أولاد يانق حيث تناول الحضور المشروبات ثم التحول إلى المقبرة للترحم على روح الشهيد سليم الحضري و تقديم باقات الورود لأهاليه الكرام. و بعدها مباشرة كان الجمع الغفير محل ضيافة و ترحاب من كل أهالي الجزيرة مسقط الزعيم النقابي والوطني فرحات حشاد حيث أعد لهم فطور ينم عن كرم الضيافة وحسن الاستقبال و قد تمت كل هذه المحطات بعد أن نادى الجمع الغفير بمحطة سيدي يوسف منذ البدء بتنحية الحافلة التابعة لجمعية كيرانيس وعدم السماح لها بمرافقة القافلة وذلك لما عرف به أصحابها ومسيروها بانتمائهم إلى التجمع اللادستوري واللاديمقراطي إلى حد النخاع. أما في السهرة فقد أطربت الفرقة الموسيقية التابعة للاتحاد المحلي بقرقنة الحاضرين بأغاني الشيخ إمام و مرسال خليفة و فرقة البحث الموسيقي وغيرها كما تخللت السهرة قصائد شعرية أنشدها العديد من الشبان. و بعد أن فتح الباب للحوار حول المرحلة الراهنة التي تمر بها تونس تدخل حوالي 15 فردا على التوالي وتبين للحاضرين أنهم من التجمع اللادستوري اللاديمقراطي و رغم أنه فسح لهم المجال إلا أنهم تطاولوا على منظمتنا العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل و زعموا أن هياكله ليس من حقها تنظيم مثل هذه التظاهرات و أنها غير مؤهلة لحماية الثورة في حين أن هناك جهات أقدر منهم، وعندها وقع إجلاؤهم من القاعة بفضل إرادة الجماهير. وبعدها اختتمت السهرة حتى تضيّع الفرصة على المندسين والذين يريدون إلحاق الضرر سواء بالحضور أو بالمكتسبات الخاصة والعامة. ولا بد في الأخير من الإشارة إلى أن إذاعة صفاقس قد بثت في نشراتها الإخبارية أن قافلة الشهداء كانت تحت رعاية وتنظيم شركة كيرانيس ورغم اتصالنا بالإذاعة وطلبنا منها تصحيح المعلومة ووجوب الاعتذار فأبت إلاّ أن تؤكد ماهو افتراء وباطل. ومن هذا المنطلق نتوجه بنداء إلى أهالينا في قرقنة بضرورة التحلي باليقظة والانتباه إلى اندساس التجمعيين والتجمعيات في هذه القوافل باسم الجمعيات.