لعب جمال ڤرنة لفائدة المنتخب الوطني والنجم الرياضي الساحلي خلال الثمانينات وحاز مع فريقه بطولتين، اختار بعد مشواره الكروي إدارة حياته الخاصّة فمنعته شواغلها من الاهتمام بمجالي التدريب والتسيير رغم عشقه الدائم لكرة القدم. ❊ لماذا غاب جمال ڤرنة عن المشهد الكروي في النجم وفي تونس؟ لم أغب عن المشهد الكروي تمامًا فأنا متابع وفيّ لجمعيتي النجم الرياضي الساحلي ومهتمّ بتطوّر البطولة وبمشاركات المنتخب إلاّ أنّ شواغل الحياة وسفري الدائم شغلني عن كرة القدم، رغم أنّي لا أفوّت الفرصة كلّما كنت موجودًا في تونس لمتابعة فريقي. ❊ أقصد تحديد التسيير الرياضي؟ في الحقيقة تدخل هذه الأمور في اطار المكتوب فلكل واحد ما قدره اللّه له. وأنا شخصيا مهتمّ بأعمالي وعائلتي ولم أفكّر في التسيير لضيق الوقت ومع ذلك فإنّي أحبّ جمعيتي كما قلت سابقا وأقدّم يد المساعدة كلّما طُلب منّي، دون انتظار مقابل أو التدخل في تسيير أمورها. ❊ إذا عمّمنا قليلا نجد أنّ جيلا من اللاعبين قدّموا الكثير ولكنّهم غائبون عن الساحة الكرويّة ولم ينل الفرصة في التسيير فماهو تعليقك؟ في اعتقادي أنّ كرة القدم تغيّرت كثيرًا وأصبحت الآن عصرية وأصبح التدريب يستوجب شهادة علميّة وقد يكون هذا سبب عدم قدرة البعض على مواصلة المشوار في مجال كرة القدم. وتبقى في الأخير مسألة مكتوب ونصيب مقدر. ❊ كيف تقيّم واقع الكرة؟ لقد تغيّرت كرة القدم وتغيّرت الأهداف، فبعد أن كنّا نلعب من أجل متعة اللعب وحبّا في الجمعية أصبح اللعب الآن من أجل المال ولاشيء غير المال. ومن منطلق الاحتراف أصبحت الجمعيات لا تعوّل على أبناء الجهة بل تضاعف عدد الانتدابات وكما يعلم الجميع فإنّ اللعب من أجل المال الذي طغى على الساحة الرياضية يختلف عن اللّعب لأجل الجمعيّة. ❊ هل نفهم من كلامك أنّ الاحتراف ضاعف من أهميّة المال ولم يقدّم لكرة القدم التونسية؟ هذا صحيح فالاحتراف لم يطوّر الكرة التونسية بل طوّر المبالغ المنفقة في الانتدابات فأصبحنا لا نرى كرة قدم ولكن نرى أرقامًا ومالاً. والحقيقة أنّ مستوى الكرة التونسية لم يتطوّر وبقي متوسّط وهو ما يفسّر أداء المنتخب المتواضع. ❊ هناك من يحمّل مسؤولية واقع كرة القدم التونسيّة لأداء المدرّبين فماهو تعليقك؟ في اعتقادي الشخصي لا يتحمّل المدربون سوى 20٪ من أداء الفريق أمّا الباقي فيتحّمله اللاعبون. فمهمّة المدرب تقتصر على الخطّة والاعداد البدني والانضباط أمّا داخل الملعب فالمهمّة في أقدام اللاعبين فإذا كان عطاؤهم غزيرا وتحلّوا بالروح القتالية العالية فإنّ النتيجة تصبح مسألة مفزوع منها. أمّا إذا لم يقدّم اللاعب الاضافة فلا يمكن لوم المدرّب. ❊ أعود إلى مسألة اللاعبين القدامى، هل هناك اتصالات بينكم، أم أنّ الزّمن فرّق بينكم؟ في الحقيقة لم تعد الاتصالات مكثّفة كما في السابق فكما تعلم انشغل كلّ بهموم الحياة فأصبح العمل والعائلة يأخذان افة الوقت، ومع ذلك فإنّنا نفرح بلقاء بعضنا بعضًا ونحاول من حين إلى آخر السؤال عن الأحوال. ❊ لماذا لا تفكّرون في النجم الرياضي الساحلي وفي النسج على منوال النادي الرياضي الصفاقسي وتكوين جمعية القدماء؟ هذا السؤال يجب أن يطرح على رئيس الجمعية. ونحن بودّنا لأنّنا محتاجون إلى مثل هذه الفضاءات. فأنا شخصيا ألعب كرة القدم بصفة أسبوعيّة ويعود الفضل إلى السيد هشام ادريس الذي خصّص لنا ملعبا معشّبا في أحد النزل ونحن نلعب كرة القدم كلّ سبت. وأنا آمل في تكوين هذه الجمعية لأنّ لاشيء أفضل من الرياضة ومن لعب كرة القدم وآمل أيضا في تكوين جمعية للقدماء على المستوى الوطني وهو شيء أعتقد أنّه سيسعد اللاعبين وسيكون مجالا للالتقاء من جديد. ❊ بماذا تنصح اللاعبين الحاليين؟ ينال اللاعب الحالي امتيازات مالية كبيرة وأنا لا أحسدهم لأنّ ذلك مورد رزقهم الوحيد وحياة اللاعب الكروية قصيرة لذلك أنصحهم بالانضباط وعدم الغرور والتحلي بروح المسؤولية تجاه الجمعيات وأداء واجباتهم. ❊ كلمة الختام؟ - أرجو أن تتطور الكرة التونسية وأن نجد لاعبين قادرين على رفع راية الفريق الوطني ليعيدوا للعبة متعتها. وحظّا موفقا لمنتخبنا وإن شاء اللّه كرتنا من حسن إلى أحسن.