بعض أسابيع من »الفوضى« والضبابية أخذت الجامعة التونسي في ترتيب بيتها الداخلي وفي التشكل على قاعدة المعطيات الجديدة متأثرة بمسار الثورة ونقيضه. حيث شهدت عديد الكليات انفتاح الادارة على محيطها وتطور الحوار بين مكونات الجامعة مما خلق جو جامعيا جديدا مبنيّا على الثقة رغم عديد النقائص. وفي المقابل قررت عديد القوى الجامعية الخروج من مكامنها لتطالب بإعادة الواقع الجامعي إلى سالف عهده حيث عمدت بعض الادارات بالتحالف مع بعض الجامعيين الى تنظيم »قواها« قصد اعادة فرض سيطرتها على الجامعة فبعد القبول بالتمثيل النقابي الطلابي واعطائه الدور الذي يستحق عادت هذه القوى إلى إنكار حرية العمل النقابي وتهديد الطلاب والمناضلين بسوء العاقبة. وفي سياق آخر بدأت بعض التحالفات الطلابية تتشكل على قاعدة معاداة اتحاد الطلبة حيث ذكرت مصادر طلابية أن مجموعات طلابية محسوبة على الاسلاميين قامت بالاعتداء على مناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس بالتحالف مع ما اسمته بقايا طلبة النظام البائد. واذ يختلف الواقع الجامعي عن الواقع الوطني والشعبي العام فإنه من الضروري التفطن إلى أن الجامعة تحمل في طياتها مؤشرات عن مصير البلاد فإذا ما أخذت القوى المحسوبة على النظام البائد تتشكل داخل الادارات وانطلقت التحالفات السياسية البرية فإنها تعكس دون شك حقيقة تتجاوز أسوار الجامعة ونأمل في هذا الصدد أن نكون مخطئين وأن تتصدى كل القوى لأي محاولة لاجهاض المسار الثوري وعملية الانتقال الديمقراطي ذلك ان الالتفاف على الثورة داخل اسوار الجامعة سينعكس خارج أسوارها. ❊ مناضلو الاتحاد العام لطلبة تونس شهدت الاحداث الاخيرة التي عرفتها البلاد حضورا قويا لمناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس الذين ساهموا في قيادة التحرّكات وتأطيرها وفي تعليقه عن الموضوع ذكر أحد أعضاء المكتب التنفيذي أن المنظمة الطلابية، منظمة وطنية معنية بالشأن العام وعلى اعتبار ان الوضع الحالي في البلاد سياسي بامتياز فمن المنطقي إذن ان يغلب الطابع السياسي على عمل المنظمة خاصة في المواقف العامة مع احتفاظها دائما بمهامها النقابية التي تجد عديد العراقيل. ❊ ندوات فكرية والامتحانات في الصدارة شهدت الجامعة التونسية عديد الندوات الفكرية المهتمة بالوضع الحالي لبلادنا في جانبه الاقتصادي والسياسي ورغم أهمية المواضيع المطروحة وقيمة المحاضرين فإنّ الاقبال الطلابي بدى متواضعا حيث يبدو أن الامتحانات التي انطلقت في عديد الأجزاء الجامعية ستأثر باهتمام الطلاب. ❊ الثورة لم تدخل هذه الأماكن مازالت عديد الخدمات الجامعيّة على حالها من الرداءة والجمود حيث حافظ الطبق الجامعي على مكوناته »النوفمبرية« التي لا ترقى الى مستوى الاكل البشري كما ظلت اوضاع عديد المبيتات على حالها من اهتراء ونقص في التجهيزات ليواصل بذلك الطلبة حياتهم بعد 14 جانفي في نفس ظروف ما قبل »الثورة« حتى ان البعض يعتقد ان الثورة لم تدخل هذه المرافق.