شهدت بلادنا في الايام الاخيرة بعض ممارسات غريبة عن المجتمع التونسي وعن القيم والمبادئ التي تربى عليها ابناء شعبنا والتي ادت في تراكمها الى ثورة الحرية والكرامة من أجل القضاء على مظاهر الظلم والحيف والاستغلال والقمع، والتأسيس للعدالة والحرية والديمقراطية ففي الوقت الذي تخوض فيه شرائح شعبنا نضالات من مختلف المواقع لصياغة قوانين تضمن تحقيق الحريات العامة والفردية وحقوق الانسان، الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للعمال ركن أساسي منها: 1 أقدمت مجموعة من المتطرفين من ذوي الفهم الخاطئ لديننا الاسلامي القائم في جوهره على التسامح وعلى ضمان الحق في اختيار المعتقد بعيدا عن سياسة الفرض والترهيب، على مهاجمة دور الثقافة وعلى الاعتداء على حق ابناء الشعب في المعرفة وفي تملك القدرة على الفرز والتمييز، بل وصل الامر بهؤلاء حدّ مهاجمة المحامين واستعمال العنف ضدهم والاعتداء عليهم بما يعد انتهاكا واضحا لقطاع المحاماة بل لمسار القضاء في بلادنا، والذي نريده مستقلا عن الجميع. 2 يستمر عدد من مواطنينا في انتهاج ممارسات فوضوية للمطالبة بحقوق قد تكون مشروعة سواء باعتصامات غير مؤطرة اسهمت في تعطيل شؤون شرائح من أبناء شعبنا او ببعض مظاهر الاحتجاج التي لا تخضع إلى الاجراءات والتراتيب المتعارف عليها. 3 أقدمت بعض مجموعات من قوات الامن على التوقف عن العمل وعلى الاعتصام مما ولد مواجهات غير مبررة وعنفا يتضارب والدور الذي يجب ان يلعبه الامن في ضمان الاستقرار الذي يعد من العوامل الكفيلة بتوفير مناخ يشجع على انتخابات ديمقراطية نزيهة وشفافة. والمكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل وهو يتابع بانشغال شديد مجريات الاحداث الآنفة الذكر: 1 بقدر ما يؤكد على انتمائنا العربي الاسلامي لغة ودينا، يحذر من اعتماد الدين غطاء لتشريع العنف ومطية لتبرير الاعتداء على ابناء شعبنا من أجل حرمانهم من ممارسة حقوقهم الضامنة للتوافق القائم على الوفاق الصلب، البناء والهادف. 2 بقدر ما يتمسك بحقوق العمال وأبناء الشعب في حياة افضل قائمة على ضمان الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وعلى الحق في النضال من أجل إدراكها يؤكد أهمية خوض نضالات منظمة ومدروسة لا تؤدي إلى خلق مناخ توتر يتيسّر لاعداء ثورة الحرية والكرامة الالتفاف على مكاسبها والتشكيك في مسار شعبنا نحو مجتمع الديمقراطية والعدل والمساواة. 3 بقدر ما يؤكد حق اعوان الامن من خلال هياكلهم النقابية في الدفاع عن مطالبهم المشروعة وعن ظروف عمل لائقة فانه يؤكد دورهم في تحقيق الامن الوطني وسلامة أمن البلاد ويدعوهم الى الحذر من التسبب في أي مظهر من مظاهر الانفلات ويؤكد أن دورهم اليوم في ظلّ هذا الطور الانتقالي الذي نعيشه، يعد محددا في التأثير على المسار العام، ويذكر بأهمية التنسيق بين قوى الامن والجيش في العمل على تحقيق اهداف الثورة بانواعها.