كان في الحسبان ان يكون عنوان المجموعة الشعرية الثانية للشاعر السيد بوفايد «ثمة شيء واضح» بعد ان اصدر مجموعته الاولى بعنوان «ثمة شيء غامض» (عام 2005) لكنه أرجأ المسألة الى وقت لاحق ليصدر هذه المجموعة تحت عنوان «إحتشاد الأسئلة» والشاعر السيد بوفايد من مواليد مدينة القلعة الكبرى التي زاول بها تعليمه الابتدائي والثانوي فيما كان تعليمه العالي بتونس العاصمة . إحتشاد الأسئلة بين المجموعة الاولى (ثمة شيء غامض) والمجموعة الثانية (إحتشاد الأسئلة) ألمع السيد بوفايد الى مفهومه للشعر فهو عنده ليس وصفا للعالم ولا بوحا بأسرار الذات وانما هو رحلة كشف عن المستور، رحلة باللغة تريد ان تجسّد لغة أخرى هي لغة الصمت، هكذا قدّم الاستاذ محمد القاضي لهذه المجموعة الشعرية الثانية مضيفا بقوله «إن خصوصية هذه النصوص تكمن في قدرتها على الجمع المتوازن بين المشغل الشعري والمشغل الوجودي اي بين الحفر في مضايق العبارة والتعبير عن مأساة الكائن ولهذا لا نتردد في اعتبار هذه المجموعة اضافة حقيقية لرصيد الابداع التونسي والعربي واعتبار صاحبها صوتا واعدا بالكثير في عالم يعج بالكلام ويفتقر الى الشعر». وقد جاءت هذه المجموعة الشعرية الثانية في 82 صفحة من الحجم المتوسط تضمنت 15 قصيدة هي: «تضاريس لمدينة السكون» و «حضرموت سيدة المكان» و «قدرة» و «بعض الوقت» و «رؤى مبتهجة» و «تأملات الواقفة لحالات شتى» و «على خطأ» و «قبيلة من نساء» و «صديق قديم» و «هو ليس يوسف» و «انحصار الضوء والظلال» و «ينأى اذ يعزف الناي لحنه» و «موت كعشب الطريق» و «غرفة» و «طفولة البدايات». وجاءت لوحة غلاف المجموعة للفنان التشكيلي العراقي شاكر حسن آل سعيد ومن قصائد مجموعة «احتشاد الأسئلة» للشاعر السيد بوفايد ننشر قصيدة «بعض الوقت»: «احتاج بعض الوقت لأدخل متاهات المكان وأجمع الحلم من شتات الوعود حثيثا... كثيفا... تماما كدهشة السؤال بعض الوقت لأطوي البلاد جريدة وأغيّر من الهواء قليلا ألملم ما انكسر من الروح لأجد لروحي المتعبة دليلا يلزمني بعض الوقت لأخرج من غابة الصمت وحيدا موغلا في البياض موغلا في الوضوح لتتضح عناصر الفكرة وينهمر الغامض في القصيدة»