في الوقت الذي نستعد فيه لوضع اللمسات الاخيرة لعملية الانتخابية التي سينبثق عنها المجلس الوطني التأسيسي واثر حملات تسجيل الناخبين التي عبرت خلالها عموم النساء استعدادا ايجابيا لممارسة حقهن في التصويت وأداء واجبهن الانتخابي كمواطنات في تواصل مع ما يدينه من اهتمام وما اكدته من مشاركة في كل الاحداث التي عرفتها الثورة بما يعنيه ذلك من تنامي الشعور لديهن بأهمية دورهن في ترجيح الكفة عند الاقتراع لفائدة القائمات الملتزمة بالدفاع عن مكتسباتهن وتطويرا. وفي الوقت الذي تستعد فيه النخب السياسية إلى ضبط القائمات الانتخابية، نأمل ان تعكس هذه العملية الانتخابية هذا المد النسائي التلقائي وان يتم الترشيح على قاعدة التناصف بين النساء والرجال في رئاسة القوائم وذلك ضمانا لانتخاب مجلس تأسيسي متوازن وتفاديا للتلبية الشكلية وللتوظيف السياسي الذي يتعين القطع معه. ولا يفوتنا، في هذه اللحظات الحاسمة، التذكير بان احترام قاعدة التناصف، لئن اكتسى طابعا قانونيا، فانه يترجم بالدرجة الاولى التزاما مبدئيا بالمساواة التامة في المواطنة. وهو مبدأ انتفض الشعب التونسي بكل فئاته من أجله وضحى العديد بدمائهم في سبيل ارسائه وهو هدف لطالما ناضلت النساء التقدميات لنيله وتجندت لتكريسه غداة الثورة. ان ما نرصده في هذه الآونة من تعثر وتردد في تعيين النساء على رأس القائمات الانتخابية يثير لدينا القلق والتخوف، ذلك ان التعلل ينقص الكفاءة والتجربة لم يعد مقبولا اذ شكلت الدكتاتورية، منذ عقود عائقا اساسيا امام الجميع رجالا ونساء للممارسة السياسية الكفيلة وحدها بضمان الخبرة والاشعاع في هذا المجال. لذلك نتوجه إليكم بهذا النداء، بوصفنا مناضلات ممثلات لجمعيات نسائية ومنظمات حقوقية وشخصيات نسائية مستقلة، قصد اعارة هذه المسألة الاهمية التي تستحقها، حتى نضمن ما استطعنا من تكافؤ الفرص بين الرجال والنساء في الحصول على اصوات الناخبين نحن على يقين من اقتناعكم بهذا المبدأ وقدرتكم على المساهمة في إدخاله حيز التنفيذ. ❊ جمعية النساء التونسيات للبحث حول التنمية الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان لمجموعة 95 المغاربية من أجل المساواة الجمعية التونسي مساواة وتناصف الفيدرالية الدولية حقوق الإنسان شخصيات نسائية مستقلة.