1 يتراءى لي طيفك وأنا أصعد درجات دار الصحافي وأنت تصيح بين الصفوف ذهابا وإيابا بقامتك الرشيقة تعانق هذا وتمزح مع ذاك... سيجارتك الرديئة المزعجة لا تفارق أصابعك... كان صوتك الأجش هو الآخر يتميز عن بقية الاصوات الأخرى فأدرك وأنا أصعد الدرجات انك موجود او متغيب بارز يومها... أشياؤك الجميلة المهداة الى الاصدقاء لا تحصى ولا تعد وسجائرك المبعثرة هنا وهناك على ذمتهم متى شاؤوا، كم انت طيب يا حفّة... الآن وأنت بصدد العلاج والتداوى أثمّن فيك هذه الشجاعة وهذه القوة ضد مرضك الخبيث، بل أكاد أجزم أنك تغلبت عليه فعلا... فشكرا يا حفّة... واصل ولا تخذلنا فنحن في انتظارك... وأشياؤك الجميلة هي ايضا في انتظارك. تماسكْ يا حفّة و »بڤلة ليها« و »طُزّ« في هذه الدنيا. 2 حفّة »مانسوج« حفّة سليانة حفّة »دادة« حفّة الكنعاني المغدرو... حفّة غسان كنفاني... حفّة جورج حبش حفّة »اليمن« حفّة الجزائر... حفّة دار الكاتب، حفّة دار الصحافي، حفّة مقهى العالم حفّة شارع العصافير شارع الحبيب بوعبانة... حفّة »الدنڤري والمظلة« حفّة الشاعر الجميل الذي ناضل طويلا من أجل الكلمة الطيبة والصادقة من أجل الحرية ومن أجل النضال... حفّة غيّبه مرضه الخبيث ايام الثورة المباركة... ومع ذلك فقد حاول التواجد في الساحة وهو مرهق حدّ الموت. حفّة يحبّ الجميع ويحترمه الجميع.. كما أن الجميع يحبه ويحترمه... لا ترحل يا حفّة ، تماسكْ ولا تفارقنا. أخوك...