شهدت الجامعة التونسية وخاصّة كلية الآداب بسوسة والمركب الجامعي المنار عمليات عنف واعتداء أجمع الملاحظون على أنّ أبطالها من السلفيين الذين يريدون ترسيم طالبة منقبة بالكلية والذين يحتجون على ما بثته احدى القنوات التلفزية من صور «تجسّد الذات الالهية» وعلى اعتبار مساحة الحرية التي تعرفها بلادنا وعلى اعتبار أنّ الديمقراطية تقبل التنوع فإنّه من المفهوم تماما أن يجتمع عدد من الناس للتّنديد بما اعتبروه إساءة لهم وللمجتمع أما أن يصبح العنف هو المنطق وأن يقع ارهاب الجامعة بعناصر أجنبية لا تمتّ لها بصلة فإنّ هذا الأم? مرفوض تماما ولا يعبّر عن نية البناء الديمقراطي.. وتجدر الاشارة الى أنّ النقابة العامة للتعليم العالي قد عبّرت عن رفضها الواضح لهذه الممارسات ودعت سلطة الاشراف إلى الحزم في التصدّي لمظاهر التعصّب والتطرّف داخل الجامعة. ويذكر أنّ الأطراف الطلابية لم تسجّل مواقفها بوضوح عدى بعض التصريحات الفردية. أمّا عن مسألة عودة «البوليس الجامعي» فإنّ عددًا من الملاحظين أكدوا أنّ أحداث العنف مهما عظم شأنها لا يمكن لها أن تبرّر عودة البوليس الى الجامعة على اعتبار أنّ الجامعة قد عاشت لمدّة عقود تناحرا فكريا واديولوجيا وأحدا? عنف عديدة طوّقت دون الحاجة إلى بوليس الجامعي لذلك فهم يرون أنّ الحركة الطلابية ستجد طريقها نحو تجاوز أزمة العنف دون الحاجة إلى تدخل خارجي. تجاهل وبيان أصدر المكتب التنفيذي للاتحاد العام لطلبة تونس بيان العودة الجامعية تضمّن وصفا للواقع العام وتذكيرا بمطالب الاتحاد العام لطلبة تونس والطلبة عموما وقد أشار البيان الى تجاهل وزارة التعليم العالي للمنظمة الطلابية في كافة الملفات الجامعية واقصائها من المشاركة في القرارات وعدم الاستجابة لمطالبها وهو ما اعتبره البيان سلوكًا لا يخدم الجامعة والبلاد. قضايا بن علي مازالت حيّة أوقف دورية أمنية المناضل الطلابي عصام السلامي اثر اجراء روتين للتثبت من الهويات حيث فوجئ الوجه الطلابي المذكور بأنّه محل تفتيش في قضية عدلية قديمة حكم فيها ضدّه غيابيا وتعود الى فترة بن علي، وبعد التحفظ على الطالب عصام السلامي مدّة ليلة أطلق سراحه في انتظار تحديد جلسة للاعتراض على الحكم. وقد أكدت مصادر طلابية مطلعة أنّ عديد القضايا والأحكام تلاحق عددا من مناضلي الاتحاد الذين عبّروا عن استيائهم لعدم تفعيل العفو التشريعي العام في حقهم. وكان المكتب التنفيذي قد راسل وزارة العدل والوزارة الأولى في الغرض ولم يتل?ى اجابة واضحة الى حدّ الآن. السكن الجامعي بين الحق والهبة اعتصم عدد من الطلاب في مقر ديوان الخدمات الجامعية للشمال للمطالبة بالسكن الجامعي وقد اضطروا إلى المبيت بعد اهمال الادارة مطالبَهم وهو ما دفع ادارة الديوان الى التفاوض معهم. وكان الأمين العام للاتحاد العام لطلبة تونس قد زار المعتصمين وأعرب عن تضامن الاتحاد معهم خاصة أنّ عددا منهم من مناضليه ورغم الحوار الذي دار بين الادارة والمعتصمين فإنّ الحل مازال لم يتمّ. عطلة استثنائية منحت وزارة التعليم العالي عطلة استثنائية بمناسبة انتخابات المجلس التأسيسي من 21 إلى 25 أكتوبر الجاري حتى يتسنى للطلبة المشاركة في العملية الانتخابية. ويرى الملاحظون أنّ هذه العطلة لن تكون كافية على اعتبار انّ الطالب لن يتحمّل مشاق السفر لسواد عيني المجلس التأسيسي خاصة أولئك الذين تفصلهم مسافات بعيدة عن مقر سكناهم الأصلي فهل ستوفر الحكومة وسائل نقل مجانية في اطار تعزيز المشاركة؟ أم أنّها ستعوّل على الضمير الطلابي الحي وجيبه الفارغ في انجاح العملية الانتخابية؟ وفي سياق متصّل اشتكى عدد من الطلاب المترشحين للمجلس من غياب منشور وزاري يمكنهم من الحق في الغياب عن الدروس من أجل الحملة الانتخابية بما قد يجعلهم عرضة لعقوبات ادارية اذا لم تقتنع الادارة بأنّ الحملة الانتخابية سبب جدّي للغياب. معارض علمية وأوضاع جامعية من المنتظر أن ينتظم خلال شهر نوفمبر القادم الصالون الدولي للابداع والتجديد والدورة الحادية عشر للمعرض التونسي الياباني حول المجتمع والعلم والتكنولوجيا ورغم تباين الحدثين من حيث المضمون والشكل فإنّ الهدف هو ذاته حيث يُراد بهذه المعارض والصالونات التركيز على أحدث الانتاجات العلمية والتكنولوجية لعلّها تنير سبيل الباعثين الشبّان وتنفع أصحاب الشركات، غير أنّ الملاحظ في هذه التظاهرات العلمية أنّها كانت تنظم لبيع الوهم حول آفاق التشغيل ولتضاف كأرقام وأحداث تؤشر «لعناية» النظام «بالعلم والمعرفة» و«لسعيه» نحو تشغيل?الشباب. ولئن كانت الفائدة العلمية حاصلة لا محالة للمشاركين في هذه التظاهرات فإنّ المطلوب هو جعلها حقّا دافعًا لتشغيل الشباب من جهة وعدم تزييف الأرقام وأعداد الاتفاقات وعروض الشغل من ناحية أخرى حتى لا يجر العلم الى مستنقع المزايدات السياسية. انتخابات المجلس التأسيسي والجامعة تقدم عدد من الوجوه الطلابية المعروفة لانتخابات المجلس التأسيسي في قائمات مستقلّة وأخرى حزبية ويعول هؤلاء على رصيدهم النضالي صلب الاتحاد العام لطلبة تونس الذي قد يكون دافعا لهم وحافزًا للمواطنين للانتخابهم وقد مثّلت هذه الوجوه دعمًا للتواجد الشبابي بين جمهور المترشحين. وفي سياق متصّل ذكرت عدّة مصادر رسميّة وحقوقية أنّ هناك تخوّفات من استغلال الجامعة من طرف الأحزاب السياسية في اطار حملاتهم الانتخابية طمعًا في مئات الآلاف الذين يجتمعون داخلها بما قد يعكّر صفو الجامعة وسير الدروس. ويرى عديد الملاحظين أنّ العمل النقابي والسياسي داخل الجامعة حق دافعت عنه أجيال ودفعت لأجله ضريبة ثقيلة لذلك فإنّه من غير المعقول أن يصادر هذا الحق بعد 14 جانفي غير أنّ الاشهار السياسي والحملة الانتخابية ممارسة قد لا تكون الجامعة الفضاء الأمثل لها. الأكلة الجامعية في الموعد فوجئ عديد الطلاب بانطلاق عدد من المطاعم في تقديم الأكلة الجامعية قبل انطلاق السنة الدراسية بأيّام وهو ما عكس لديهم جدّية الوزارة في إنجاح العودة الجامعيّة غير أنّ عددا من الطلاب لاحظوا أنّ المبيتات الجامعية تنقصها الصيانة خاصّة تلك القديمة، كما استاؤوا من غلق بعض المطاعم القريبة من المركبات الجامعية. الشفافية رفعت عديد المصالح التابعة لوزارة التعليم العالي شعار الشفافية معتبرة أنّ أغلب عمليات تصنيف الطلبة (توجيه، منح وسكن...) قد أجريت عن طريق منظومة اعلامية دقيقة ووفق معايير تراتبية موضوعيّة. واذ استبشر البعض بهذه الشفافية المعلنة فإنّ البعض الآخر يخشى أن يكون مجرّد شعار لذرّ الرماد على العيون. مساعدات اجتماعية يعلم ديوان الخدمات الجامعية للوسط عن فتح باب الترشح لنيل مساعدات اجتماعية لفائدة الطلبة ذوي الحالات الاجتماعية وقد حدّد يوم 31 ديسمبر 2011 كآخر أجل لتقديم الملفات.