في اجتماع عقدوه يوم 15 الجاري، سجّل أساتذة المعهد العالي للعلوم الإنسانية بتونس عدم جدّية الوزارة إزاء المطالب المزمنة للجامعيين واعتمادها المماطلة والتسويف في لقاءاتها مع الجامعة وأشاروا الى تعمّد الوزارة استقبال أشخاص ليس لهم أيّة صفة نقابية ولا يمثّلون الجامعيين ونبّهوا الى خطورة السيل من المناشير الصادرة عن الوزارة والتي تنسف جملة من مكاسب الجامعيين. كما ثمّن المجتمعون أداء جامعتهم وسعيها الدؤوب الى تحقيق مطالب الجامعيين. وبناءًا على ما تقدّم، دعا المجتمعون الوزارة الى التخلّي عن أساليب التسويف والمماطلة والدخول مباشرة في حوار جدّي ومسؤول مع الجامعة حول المطالب المشروعة للجامعيين والكفّ عن التعامل مع من لا يمثّلون الأساتذة وليست لهم صفة نقابية، كما عبّروا عن استيائهم من تهاطل المناشير المسقطة واعتبروها غير ملزمة. ودعا المجتمعون المجلس القطاعي للجامعة الى الإعداد لحملة إعلامية واسعة النّطاق لكشف الممارسات غير القانونية التي تقوم بها الوزارة إزاء الجامعيين ومطالبهم الشرعية، وأعلنوا في الأخير التزامهم بمطالبهم وتجنّدهم للدّفاع عنها من حمل الشارة الى الإضراب بمختلف أشكاله. وبدورهم، اجتمع أساتذة كلية العلوم بتونس يوم 14 فيفري الجاري وعبّروا عن الإستياء الشديد من تعامل وزارة الإشراف مع مطالب القطاع ومماطلتها في الرّد عليها وحمّلوها مسؤولية تردّي الأوضاع بالجامعة. كما أعلنوا تمسّكهم بكل المطالب التي عبّرت عنها الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي واستعدادهم للنّضال بمختلف الوسائل الشرعية والقانونية من أجل تحقيقها، معتبرين مواصلة وزارة الإشراف التعامل مع من تسمّيهم أطرافا نقابية أخرى تدخلا سافرا في الشأن النقابي الداخلي واعتداء على استقلالية المنظمة النقابية. وبالمناسبة أعلنوا رفضهم لسياسة المناشير المتهاطلة على القطاع التي تؤدّي الى طمس خصوصيات الجامعة وضرب الحريات الأكاديمية وسلب الأطر العلمية المنتخبة صلاحياتها القانونية. من جهة أخرى، ندّد المجتمعون بالاعتداءات الجسدية واللّفظيّة التي يتعرّض لها بعض الأساتذة والباحثين في عديد المؤسّسات الجامعية أثناء أدائهم لمهامهم ودعوا وزارة الإشراف للتدخّل بحزم لوضع حدّ لمثل هذه الممارسات المنافية لأبسط الحقوق وتتبّع مرتكبيها. وأوصوا المجلس القطاعي القادم للجامعة بإقرار إضرابات متتالية وتصاعدية نظرا لتمادي الوزارة في عدم الرّد على مطالبهم العاجلة. من جهتهم نبّه أساتذة المعهد الأعلى للتوثيق الى خطورة المناورة التي تمارسها الوزارة بالتفاوض مع أشباح تتكلّم بإسم القطاع والاتحاد واعتبروها تحدّيا لإرادة الأساتذة الملتفّين وراء جامعتهم المنبثقة عن المؤتمر التوحيدي بوصفها ممثّلهم الشرعي والوحيد، وطالبوا الوزارة بالتفاوض الجدّي والمسؤول حول مطالبهم والتخلّي عن أسلوب المماطلة وربح الوقت وتحديد سقف زمني للرّد على المطالب مؤكّدين تجنّدهم لخوض كل الأشكال النضالية المناسبة لتحقيق المطالب بما في ذلك الإضراب. وبالمناسبة عبّروا عن تضامنهم مع زميلهم معز بن جابر الذي تعرّض الى اعتداء بالعنف من طرف مدير مؤسّسته الجامعية وحمّلوا الوزارة مسؤولية تردّي العلاقة مع الأساتذة، ودعوا المجلس القطاعي للجامعة الى اتّخاذ قرارات في حجم التحدّيات المطروحة. وللعلم فقد أُضرب الأساتذة يوم الاربعاء تضامنا مع زميلهم ودعوا الوزارة إلى إتخاذ الإجراءات التأديبية اللازمة ضدّ المدير.