كلما تمادى «السرطان» في جسده النحيل الا وصارعه بضحكته وابتسامته، كان يعرف انه سيموت، سيرحل، سيفنى، اليوم أو غدا أو بعد غد لكن ظل كعادته يصر على القراءة والكتابة والمصادقة... كان وهو يموت يربط علاقة صداقة مع هذا التلميذ او ذاك الطالب، مع هاته الرفيقة أو ذاك الرفيق، قبل نومته الابدية أصرّ لغسان ووسيلة ان الانتخابات مازالت وان ما حدث هو محض جولة أولى لا غير. »وَرْوَرَ« »حفّة« كلماته الاخيرة وهو ينزع »الدنڤري« ويلقي غليونه ونظاراته ولا يرى غير اطياف عمار و »ڤيفارا« وجورش حبش وأبو عمار وغسان كنفاني وجميلة بوحيرد... كان ايضا يرى غسان ابنه، وحيده، رفيقه، يراه اكبر من برك الدموع الصامتة... كان يرى فيه القبضة الصامدة... كان يرى وسيلة رفيقة دربه تلقي على كتفها ما خفّ من الاثقال لتطير أعلى بحلم الحرية والديمقراطية والمساواة... إكراما لحفّة نعيد نشر هذا الجزء من احدى المقالات التي كان يحبّرها على صفحات جريدة »الشعب« تلك الجريدة التي دائما ما يقول انها جريدته.