علي امتداد ثلاثة أيام شهد مقر جميعة النّهضة التمثيلية ببنزرت فعاليات الدورة اثانية لمهرجان محمد قلوز للمسرح الذي افتتح بعروض شارعية تنشيطية للدمي العملاقة ومعرض وثائقي وصور يؤرخ لمحة من نشاط مكثف للراحل في ميدان المسرح احتضنه مدخل مسرح الجيب الذي يحمل اسمه وكان للهواة المنتمين إلى دور الثقافة والشباب وفرق الهواة للمسرح المنتشرة بربوع الولاية ورشات تكوينية صباحية في فنّ الميم بتأطير الاستاذين معزّ التركي ورؤى القلعي توّجوها بعروض في اليوم الاختتامي لاقت تشجيع الحضور. وكان في الفترة المسائية من يوم الافتتاح للحضور مداخلات تاريخية وعلمية حول حياة الراحل في ميدان المسرح وتكريم رواد المسرح الذين اسهموا في النهوض به منهم الذين قضوا نحبهم ومنهم الذين مازالوا مخلصين له. كما استمتع الحضور بمشاهدة مسرحية فوضى لمجموعة 3 ج ارت نص واخراج وتمثيل ظافر بن غريسة وعزّة السديري وشهاب الدين المداح الذي ابدعوا ونالوا كلّ الرضى. مساء اليوم الثاني كان للرواد والاحباء موعد للاستماع ونقاش مداخلة السيد الحبيب غزال رئيس الجامعة التونسية للمسرح حول مسرح الهواية والمدّ الثوري هذا ولقد كان له في اليوم الاوّل الشّتات العائلي انزواء «معاذ» و«الديزن» بكهف في الجبل بعد اعتقاله من أجل افكاره ومواقفه السياسة المعادية للنّظام السائد ككل الانظمة العربية لقادة هم اشبه بأطباء اجهاض لآمال وافكار شعوبهم موت البنت «شادن» وهجرة يزن الي باريس للدراسة وهجرة الام «حوراء» الى الخليج معايشتها للمتناقضات والشتات من جنسيات مختلفة الشتات من أصقاع العالم كوّن العولمة محولة «يزن» لم شتات والده «معاذ» بالبحث عنه في الكهوف بالجبل فيجد مذكراته منقوشة على صخور الكهف ويكتشف ان والده التحق برجال المقاوة في جبال تعزّ باليمن فيسافر وتلتحق به زوجته الفرنسية «لارا» التي تشاركه واصحابه المحادثات حول احداث العالم العربي والانظمة المستبدة فيها. يلتحق «يزن» بالمقاومين في الجبل ويموت تاركا وراءه «لارا» حبلى للمّ شتات اخر. رواية «الشتات» رواية اجتماعية درامية وسياسة صيغت في قوالب مشوقة فيها جمالية الوصف واختيار الالفاظ والتعابير وتراكيب الجمل التي تشدّ القارئ وتجعله يتخيل مناظر طبيعية خلابة ويعيش وقائع مستمدة من المعاش اليومي. ايضا هي رواية فيها شاعرية ونعوت حسنة غير مألوفة مثل ذلك قولها. رأسها كاسفنجة قد تشرب كلّ الهموم الفلاحون تشق محاريثهم أرحام التراب الاعدام ان يصبح الانسان مجرّد رقم في سجن أو ينزل دون مرتبة الدوّاب... أنت تفكر فَجُعْ، أنت تُعارض فمُتْ حبّهما جمرة متقّدة اطفأت جذوتها لسعات الدّهر وكوابيس القهر الذي سلط على ذاتيهما منذ أعلنّا عذريا للوطن. وأخيرا السؤال والجواب س: ترى الشّجر حكيما ينحني للعاصفة حتّى تمرّ فَلِمَ لَمْ تكن شجرة سروٍ يا معاذ؟ ج: الانحناء مرحلة تسبق الانبطاح وأنا لا أريد.