كان ملف الاعلام النقابي حاضرًا بشكل ملفت خلال مداولات المؤتمر وشكّلت جريدة «الشعب» أحد العناصر التي تعرّض لها المتدخلون بالنقد شكلاً ومضمونًا وذلك رغم وقوفها عند المسافة الفاصلة من المشهد الاعلامي الرديء في عهد النظام السابق، «الشعب» التقت عددًا من النواب وطرحت عليهم سؤالا حول نظرتهم لمستقبل الجريدة وآفاق تطورها خصوصا في سياق ما بعد الثورة واتّساع هامش الحريّات للصحافة الوطنية. محسن الخلفاوي (عضو جامعة المعادن والالكترونيك) نريد جريدة ملتصقة بمشاغل العمّال والنقابيين مهتمّة بالشأن السياسي فالجريدة كانت في السابق تحت سيطرة «الماكينة» التي كانت تكيّف مواقفها وتعدلها بالضغوط على الصحفيين لذلك من الضروري على المكتب التنفيذي الجديد أن يمكّن الجريدة من هامش من الحرية لتعكس انتظارات النقابيين خصوصا بعد تزايد عدد المنخرطين فهي همزة الوصل التي ستصل القيادة بقواعدها دون وصاية أو ضغوط. ميعاد بن عبد الله (نقابي من الضمان الاجتماعي) ونحن في مرحلة تأسيس لنظام ديمقراطي وجمهورية ديمقراطية أصبح لزامًا علينا ونحن صُلب منظمة جماهيرية أن تؤسس الى مرحلة نقابية جديدة تقوم على رؤى نقابية متطورة يمكن أن ترتقي بالأداء النقابي إلى مستوى تطلّعات وانتظارات الطبقة الشغيلة وهذا ينعكس حتمًا على لسان حال الاتحاد «جريدة الشعب» والتي نرى أنّها لابد أن تستعيد دورها الريادي في المشهد الاعلامي ولما لا دورها القيادي في تحقيق استقلالية الاعلام وحريته وهذا لا يكون الاّ بإعادة هيكلة الجريدة والإحاطة المادية والمعنوية بكوادرها واعلامييها حتى يتحسّن أداؤهم وتتسّع ?ظلّة التغطية الاعلامية للنشاط النقابي في أنحاء البلاد حتى وإن اقتضى الأمر أن تصبح هذه الجريدة اليومية. عبد الفتاح العياري (كاتب عام نقابة مستشفى الرابطة) لابدّ من المحافظة على جريدة «الشعب»صوت الشغالين لمالها من رصيد نضالي وتاريخي بل من الضروري توفير كلّ الظروف المريحة للإرتقاء بها إلى مصاف طموحات الشغالين بالفكر والساعد وطموحات الشعب التونسي عامة، لابدّ من اعطاء الجريدة مسحة من الحرية والاستقلالية بعيدا عن كلّ توجيه وتوظيف مع فسح المجال لأبناء الجريدة لتحمّل مسؤولية تسييرها والإرتقاء بها الى ما نطمح إليه مع الملاحظة بأننا لن نسمح لأي كان بتولية من يشاء لأنّ زمن الموالاة ولّى وانتهى. نبيل جمور (كاتب عام النقابة العامة للثقافة والاعلام) نريد جريدة ناطقة بإسم الاتحاد والمواطنين كافة لابد من تقديم محتوى تحليلي حول مشاكل النقابيين والمؤسسات لابد من مواكبة مختلف التحركات بالجهات وتقديم الحقائق عبر الحوار مع النقابات الأساسية، وبالنظر إلى ارتفاع وتيرة الحراك السياسي والاجتماعي ولابد من تمكين الجريدة من كل أسباب الارتقاء وآلياته بإعتماد خطّ تحريري واضح وضمان توزيعها في كل الجهات مع التفكير في سبل دعمها بتكثيف الانخراطات ودعم مواردها المالية، إنّ الصحفيين داخل الجريدة مهمّشون، يكفي اليوم من الأوامر والضغط. لابد من إعطاء الصحفيين هامشًآ من الحرية?وإعطاء المجال للشباب وذلك عبر تحسين أوضاعهم المهنية وتمكينهم من كل وسائل العمل الضرورية والكفيلة بتسهيل أدائهم لمهامهم الصحفية. راضي بن حسين (نقابي من قطاع النفط) نريدها جريدة أكثر مهنية وكفاءة، مستقلّة في خطّها التحريري عن المكتب التنفيذي، منفتحة على هموم وتطلّعات المناضلين النقابيين في النقابات الأساسية والمحلية وعلى قضايا عموم الشعب. الشريف القلاع (عضو جامعة المعادن والإلكترونيك) أوّلا لابدّ من التفكير في تدعيم إطارات الجريدة بما يسهل عملها ويطوّره مع البحث في مصادر جديدة لتمويلها وثانيا لابد من تمكين الصحفيين من هامش للحرية مع دعوة كافة النقابيين للمساهمة بجهودهم بغاية دعمها حتى تكون جريدة يومية قادرة على الإحاطة بكل مشاغل العمّال وتغطية نشاطاتهم إذ لا يجب الاقتصار على تغطية نشاطات المكتب التنفيذي فقط وأخيرا لابد من دعوة النقابيين للمساهمة في دعم موارد الجريدة بتكثيف الانخراطات. محمد القاسمي (نقابي من التعليم العالي) لابد من إعادة النظر في وضعية جريدة «الشعب» من حيث الشكل نظرًا لأهميته في علاقة بالمقرّوئية أمّا فيما يتعلّق بالمحتوى فهو ليس مواكبا تماما للمستجدّات اليومية خصوصا مع وتيرة الأحداث بعد الثورة والفارق بين الخبر وتاريخ إصداره وقد يعود ذلك الى كونها جريدة أسبوعية وليست يوميّة، وهذا لا يحجب النقص في المحتوى لعدم تضمنها لتحاليل فجلّ المعطيات اخبارية ويفترض فيها أن تكون محيّنة، والدعوة ملحة إلى جعل الجريدة يوميّة ناطقة بإسم الاتحاد لكن معبّرة عن مشاغل الشعب التونسي. طرحت خلال مداولات مؤتمر الاتحاد الأخير بعض المآخذ لأداء جريدة «الشعب» شكلاً ومضمونًا ولأنّ هذه الجريدة سعت مرارًا أن تكون في مستوى طموحات افتراضية لتفاعلات افتراضية ونوايا إصلاح واهنة يرفعها حلم جميل بإرضاء الآخر، ولأنّ الرضاء مقابل للجمود ورافض للتحوّل، فإنّ الجريدة قامت بمحاولات عديدة لتتجمّل رغم القبح الذي طبع المشهد الإعلامي في عهد بن علي.