انعقدت يوم السبت 13 سبتمبر 2008 بدار الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة ندوة إطارات لقطاع المعادن ترأسها الأخ محمد الجدي الكاتب العام للاتحاد الجهوي .وحضرها كل من الاخوة الطاهر البرباري الكاتب العام للجامعة العامة للمعادن والالكترونيك. والأخ احمد المزروعي الكاتب العام المساعد للاتحاد الجهوي المسؤول عن القطاع. والأخوين نورالدين الغماري ومحمد بن رمضان الكاتبان العامان المساعدان للاتحاد الجهوي. هذا إضافة إلى أعضاء الفرع الجامعي للمعادن بسوسة وعدد من إطارات القطاع. وقد خصصت الندوة لاستعراض أهم المستجدات التي عرفها قطاع المعادن على المستويين الجهوي والمركزي كما مثلت فرصة مناسبة إضافة إلى ذلك للنظر في أهم ملف نقابي وطني هو المفاوضات الاجتماعية. الأخ محمد الجدي : كرامة العمال مطلب وجودي وأمانة في أعناقنا بداية أشغال الندوة كانت بكلمة للأخ محمد الجدي الكاتب العام للاتحاد الجهوي حيا من خلالها كل الحضور وبارك للأخ الطاهر البرباري انتخابه مؤخرا في طوكيو عضوا بالمكتب التنفيذي للجامعة العالمية للمعادن والالكترونيك وتمنى ان يزيد هذا الانتخاب في إشعاع جامعة المعادن دوليا وانعكاس ذلك داخليا على سير القطاع. بعد ذلك كانت للأخ محمد الجدي وقفة استعرض من خلالها التاريخ النضالي لقطاع المعادن والالكترونيك والدور التنموي الوطني الذي لعبه على الدوام. ونبه إلى ان التطور الذي مانفك يشهده القطاع أصبح يتطلب استنباط آليات جديدة في التفكير والنضال تكون قادرة على المساعدة في تحقيق الأهداف التي يطمح إلى تحقيقها عمال القطاع. وقال ان تواجدنا اليوم في هذه الندوة يجب ان لا يقتصر على الحضور من اجل الحضور وإنما يجب استغلال هذا اللقاء الهام لبلورة أهم المشكلات التي يعاني منها القطاع ثم البحث عن أفضل السبل والمخارج لتجاوزها. وأضاف في إطار تشخيصه لواقع القطاع متوقفا بعمق عند المقدرة الشرائية للعمال التي وصفها بالضعيفة واللا متوازنة مقارنة بالارتفاع الجنوني والصاروخي للأسعار . وقال ان المنطق الطبيعي الذي يجب ان يسود هو ان تكون الزيادات في الأسعار مرتبطة بتحسين المقدرة الشرائية للشغالين الذين لا يجب ان يتحملوا على الدوام بمفردهم عواقب هذا الخلل في مقدرتهم الشرائية . وأكد على ان الارتقاء بالمستوى المعيشي للعمال يجب ان يظل أولوية نقابية لان كرامة العامل لا تنفصل عن وجوده ، فالعامل هو كرامته ، وكرامة العامل هي وجوده. ولهذا كله ستظل كرامة العمال أمانة في أعناقنا. الأخ محمد الجدي وظف ما تبقى من كلمته لشجب بعض الممارسات الإدارية المرفوضة شكلا ومضمونا والتي على حد قوله ستكون لها نتائج وخيمة وانعكاسات سلبية في حال عدم التصدي لها نقابيا ووضع علامة قف أمامها. وخصص الحديث في هذا الإطار على تراجع أصحاب العمل في قطاع الكهرباء والالكترونيك عن أحكام الفصل 57 من الاتفاقية القطاعية وتعاملهم باستخفاف مع مطالب الطرف النقابي وهذا ما جعل المفاوضات المتعلقة بالتصنيف المهني في قطاع الكهرباء والالكترونيك تتعثر. علما ان الأخ محمد الجدي أبدى احترازه الشديد ايضا من مسألة تكييف ساعات العمل ودعا إلى رفض التفاوض بشأنها مع تحميل المسؤولية كاملة لكل من يقبل التفاوض في هذا الملف الذي اعتبره كارثة بكل المقاييس. وعرج الأخ محمد الجدي على وضع القطاع جهويا فنوه بالقفزة العددية التي عرفها على مستوى الانخراطات من 1300 منخرطا سنة 2003 إلى 5800 منخرطا سنة 2008. كما أشاد بالحس النقابي المسؤول الذي ميز مؤتمر الفرع الجامعي للمعادن الذي افرز تشكيلة نقابية في كنف الشفافية والديمقراطية. وانهى الأخ محمد الجدي كلمته بإشارات مهمة حول ملف المفاوضات الاجتماعية وتساءل إلى متى ستظل استراتيجية حسن النوايا في المفاوضات من قبل الطرف النقابي تقابل بإستراتيجية التضليل وتهميش المطالب النقابية والاستخفاف بها من قبل الأعراف. وأكد على ان المضي قدما في إحراز مكاسب تتعلق بالجانب الترتيبي هو ثابت من ثوابت الاتحاد في المفاوضات لا سبيل للتراجع عنه ولا يمكن ان يقايضوننا عليه بدفع سير المفاوضات على مستوى الزيادة في الأجور. وقال ان ثنائية الجانب الترتيبي والزيادة في الأجور تشكل كل بالنسبة لنا كطرف نقابي وهذا الكل غير قابل للتجزئة والتنازل. وأضاف ان طبيعة المرحلة بما بلغته من مفاوضات ماراطونية تجعلنا اليوم أكثر من أي وقت مضى مطالبون بالتوحد والانصهار خلف توجهات اتحادنا العظيم حتى يشكل ذلك اوكسيجينا حقيقيا لمنظمتنا يزيد في تماسكها وقدرتها على تحقيق المكاسب للشغالين والنضال من اجل تحسين مستوى عيشهم وحفظ كرامتهم . الأخ الطاهر البرباري : شكرا لكم ولا خوف على القطاع بوجودكم بدوره وفي معرض حديثه قدم الأخ الطاهر البرباري الكاتب العام للجامعة العامة للمعادن والالكترونيك لمحة مفصلة عن التحركات النضالية للجامعة طيلة الفترة الماضية. ولكن قبل ذلك أبى إلا ان يرد على تهاني الإطارات النقابية في جهة سوسة والمكتب التنفيذي الجهوي له بعد انتخابه عضوا في المكتب التنفيذي للجامعة العالمية للمعادن والالكترونيك قائلا ان هذا التكريم يتجاوز شخصه ليشمل كل إطارات ومناضلي القطاع في سوسة وبقية الجهات. وأثنى كثيرا على الاستقرار الذي أصبح يشهده قطاع المعادن واحتلاله لمكانة مهمة صلب المنظومة النقابية ككل، وذلك بفضل التمشي الديمقراطي الذي جعلنا كجامعة عامة اقرب ما يكون للتشكيلات النقابية للقطاع وهذا عامل مهم وضروري لتطوير قطاعنا والارتقاء به باستمرار. ومن أهم النقاط التي توقف عندها الأخ الطاهر البرباري ملف المفاوضات الاجتماعية حيث انتقد بشدة المحاولات المفضوحة من قبل الأعراف لتعطيلها ووصفهم ب « الباندية « الذين لا يفقهون شيئا في فن التحاور والتفاوض والرغبة في تكريس مناخ اجتماعي أمن لهم وللشغالين. بعد ذلك قدم بسطة حول خلاف الجامعة في الجلسة الصلحية يوم الجمعة 12 سبتمبر 2008 المنعقدة بمقر التفقدية العامة وأعاد أصل الخلاف إلى تعمد الطرف المقابل تعطيل المفاوضات و رفض الطرف النقابي التفاوض مع أطراف غير منتخبة في اتحاد الأعراف وهذا أمر قال انه دفعنا للتمسك بإقرار إضرابنا يوم 16 سبتمبر 2008 . من جهة أخرى اعتبر الأخ البرباري قطاع المعادن الوحيد تقريبا من بين كل القطاعات الأخرى الذي عرف تقدما ملموسا وحصر هذا التقدم في الاتفاقية المشتركة لوكلاء السيارات وخاصة الفصل 5 منها المتعلق بالحق النقابي والفصل 13 المتعلق بالتدرج والترقية. كما توقف عند التقدم المحرز في التجهيزات الفلاحية والهندسة المدنية وكذلك البناء المعدني وقال ان هناك اتفاقيتين فقط لم يقع أي تقدم بشأنهما هما الاتفاقية المشتركة للمسابك والتعدين والاتفاقية المشتركة للكهرباء والالكترونيك. وجدد في خاتمة تدخله شكره العميق للمجهودات المبذولة في جهة سوسة لدفع عجلة المفاوضات وتحقيق مكاسب مهمة للشغالين. الأخ احمد المزروعي : درس الشفافية والديمقراطية في معرض تدخله اختار الأخ احمد المزروعي الكاتب العام للمساعد للاتحاد الجهوي المسؤول على القطاع تخصيص حديثه على واقع ومستقبل قطاع المعادن في جهة سوسة. وقال ان الجهة التي توفقت في إفراز تشكيلة نقابية في مؤتمر الفرع الجامعي للمعادن بكل تلك الشفافية والديمقراطية واحترام مطلق لسلطة الصندوق لا خوف على مستقبل القطاع فيها لان كل تقدم في أي قطاع يبدأ باحترام خيارات الصندوق ثم بعد ذلك تأتي التصورات ورصد السلبيات والتخطيط للحلول وتجاوز النقائص. وأضاف إننا كمكتب تنفيذي جهوي وفرع جامعي وإطارات نقابية في الجهة مصرون على استثمار المناخ النقابي الجيد الذي يمر به قطاع المعادن من اجل مزيد من الوحدة ورص الصفوف والوقوف خلف اتحادنا العظيم في مفاوضاته الاجتماعية من اجل وضع أفضل ومريح للشغالين. الأخ المهدي المكني: المناولة سرطان وجب استئصاله بصفته كاتبا عاما للفرع الجامعي للمعادن ، كان للأخ المهدي المكني تدخلا موجزا ثمن من خلاله كل النجاح للندوة. وهنّأ الأخ الطاهر البرباري بمنصبه النقابي الدولي الجديد وأكد على أهمية هذا المنصب في مزيد تسليط الأضواء على واقع القطاع والتقدم به إلى الامام. وعرج بعد ذلك على مؤتمر الفرع الجامعي للمعادن بسوسة الذي انعقد مؤخرا وشكل درسا بليغا في الديمقراطية واحترام خيارات النواب وأضاف ان الاتحاد الجهوي الذي يعد معقلا من معاقل العمل النقابي الحر والمسؤول لا بد ان يفرز مؤتمرا بمثل ذلك النجاح وتلك الشفافية والديمقراطية. وتقدم تبعا لذلك باسمه وباسم كافة أعضاء الفرع الجامعي وإطارات وعمال القطاع بتحية نقابية خالصة للمكتب التنفيذي الجهوي على رعايته المتواصلة ودعمه اللامحدود للفرع الجامعي وللنقابات الأساسية في القطاع وخصص الحديث فيما يتعلق بالمشكلات التي يعاني منها القطاع مبرزا ملف المناولة الذي قال بشأنه انه سرطان يجب استئصاله لأنه يتعارض كليا مع حقوق وكرامة العمال واعتبر تضخم وتيرة المناولة خصوصا مع تنامي دور الشركات المتعددة الجنسيات وتأثيرات العولمة إشكالا رئيسيا لا بد من إيجاد حلول له والتصدي لمحاولات مزيد تكريسه على ارض الواقع. تدخلات نوعية وثرية جاءت كل التدخلات التي استمعنا لها مفيدة وبناءة ولامست عديد الإشكالات المطروحة التي مازالت لم توضح بعد. لذلك اتسمت جميعها بالتناسق والاتفاق على ثوابت قطاعية محددة مثل دعم الإضراب الذي أقرته الجامعة العامة للمعادن خاصة في المؤسسات الكبرى مثل لبوني و سكاس ماتز سابقا والشركة التونسية لصناعة السيارات والمعامل الآلية بالساحل وكل المؤسسات ذات التأثير الاقتصادي والاجتماعي هذا ونذكر من جملة التدخلات الحماسية التي حققت إضافة للندوة وكانت في صميم الموضوع مداخلات الاخوة عبد اللطيف منصور ورشيد ضو وخالد جفال وإسماعيل الرابحي وفوزي بن صمعية الذين تراوحت تدخلاتهم بين التحذير من تأجيل الإضراب ورفض التفاوض في مسالة تكييف ساعات العمل إضافة إلى عدة مسائل أخرى. مجلس جهوي في التعليم الثانوي تحت إشراف الأخ نورالدين الغماري الكاتب العام المساعد للاتحاد الجهوي انعقد يوم الجمعة 12 سبتمبر 2008 المجلس الجهوي للتعليم الثانوي وقد تناول بالخصوص حركة النقل وظروف العودة المدرسية إضافة إلى إعلام ضاف حول لقاء الجهات الذي التام مساء 9 سبتمبر2008 ورغم صبغته الإعلامية فانه مكن الحاضرين من تدارس الوضع القطاعي وأفاق النضال من اجل الدفاع عن حقوق المدرسين في ما يخص المفاوضات الاجتماعية وضرورة تمكينهم والعمال عموما من مقدار زيادة في الأجور يغطي تدهور المقدرة الشرائية، وأيضا حقهم في قانون أساسي يحفظ حقوقهم ويحدد واجباتهم، إلى غير ذلك من المواضيع كالمطرودين والمنقولين تعسفا.